الغرفة رقم 6
الغرفة رقم 6
تجد هنا من يعانون ظاهرة لا تقل في خطورتها عن باقي ظواهر الإدمان، وهي ظاهرة إدمان الأشخاص، الأمر يتجاوز الحب ليصل إلى مرحلة التعلق المرضي، وهي مرحلة يصعُب فيها الفصل بين المُصاب والشخص الذي يتعلق به ويُصبح الوضع مؤذيًا للطرفين، ويُصاب الشخص بهذا النوع من الإدمان بسبب التفكك الأسري، والشعور بالتجاهل والإهمال وعدم الاحتواء، أو بسبب الدلال الزائد وتلبية كل شيء يطلبه وبكل الطرائق، أو الأنانية الناجمة عن مواقف حياتيَّة مر بها الشخص في فترة طفولته، فيسعى الشخص إلى الاستحواذ على الشخص المُتعلق به بسبب ما قدمه من رعاية وحب، أو لمجرد الاستحواذ فقط.
والشخص المُصاب إذا لم يتعافَ فقد يؤذي نفسه أو الشخص المُتعلق به، لأنه يراه شخصًا جاحدًا لم يُقدر ما بداخله، وليتعافى عليه أن يمتلك قدرًا من الإرادة والتفاؤل، ويتقبل أن مشاعره حق له، ويتقبل أن مشاعر الطرف الآخر حق لهذا الطرف، ويعرف أشخاصًا جُددًا، ويتخلص من الأشياء التي تُمثل ذكريات مُرهقة، ويشغل نفسه بهوايات وأنشطة مُحببة إليه، وقد يلجأ إلى مُتخصص ليساعده على التعافي والتخطي.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.