الغرفة رقم 4
الغرفة رقم 4
في أثناء الركض وراء الترند يبرز قاطنو الغرفة رقم 4 وهم مُدمِنو الكذب، والكذب يُعد من أخطر الصفات الذميمة، وأولى خطوات إدمانه هو تكرار الكذب الأبيض وكذب المزاح، والسبب وراء الكذب هو التنشئة داخل أسرة يكون فيها أحد الوالدين أو كلاهما كذابًا، أو انعدام الثقة بالنفس والرغبة في عكس شخصية بديلة، أو كبت المشاعر المُمارَس الذي يجعل صاحبه يكذب دائمًا لإرضاء الغير أو لتجنُّب العواقب، أو بسبب الرغبة في لفت الانتباه.
ويؤثر الكذب في الكاذب وفي المُقربين منه، إذ يشعر الكاذب دائمًا بالقلق وعدم الاتزان، كما أنه يعاني الأرق، ويكون أكثر عُرضة للإصابة بمرض الضغط وسكر الدم بسبب استنفاد الكورتيزول والأدرينالين، كما يُصبح شخصًا عدوانيًّا سيئ السمعة، وقد يُقرر المُقربون منه أن يتجنبوه، ولكن من الأفضل أن يتبعوا معه نهجًا إصلاحيًّا عبر توجيه عبارات عميقة تدفعه عن هذا التصرف، وعدم مبادلة الكذب بالكذب، بل بالمواجهة الصريحة بالأدلة والبراهين بعيدًا عن التجمعات لتجنُّب إحراجه، والتحلي معه بالصبر والهدوء، وقد يُقترح عليه عرض حالته على مُتخصص.
وليتخلص الشخص المُدمن للكذب من هذه العادة المذمومة بنفسه، عليه أن يُرافق الصادقين، وأن يبحث عن سبب لجوئه إلى الكذب للبحث عن الحل المُناسب، وأن يسترجع المواقف السيئة التي تعرض لها بسبب الكذب، مع إدراك حُرمة الكذب، وأننا نُعد قُدوة لأطفالنا، فينبغي أن نكون قُدوة حسنة.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.