الغرفة رقم 10
الغرفة رقم 10
قاطنو هذه الغرفة مُؤمنون بأن “العمل عبادة”، ويكافحون من أجل نيل أعلى المناصب الإدارية، ولكن هل يُبرر ذلك إهمالهم باقي جوانب حياتهم؟
الانغماس الزائد في العمل يُصيب الفرد بالاعتلال الجسدي وبالاضطرابات النفسيَّة إلى جانب الإصابة بالشيخوخة المُبكرة، والسبب الذي يدفع شخصًا ما إلى إدمان العمل هو التنشئة الاجتماعيَّة غير السليمة، فبعض الأشخاص تحملوا منذ الصغر مسؤوليات أكبر من سنهم، وبعضهم الآخر وجدوا الحب والدعم من أسرهم مرهونًا بالتفوق الدراسي والرياضي، أو ولدوا في عائلة مُتسلطة مُحبة للسيطرة والزعامة، وغالبًا يفتقدون الاحتواء الأسري والإصغاء ويخرجون مشاعر الغضب في العمل.
ويتسم مُدمِنو العمل بأنهم غير اجتماعيين، وأصحاب لسانٍ سليط ومتنمرون، ويتمتعون بذكاء شديد لكنهم كثيرو النسيان وبخلاء في العطاء بالفكر، يستقطعون من راحتهم الجسديَّة والعقليَّة لإنهاء المهام، ويخشون الفشل، ويُصبحون أكثر عُرضة للاكتئاب، ولعلاج هذه المُشكلة، يمر المصاب بأربع خطوات، الخطوة الأولى هي العلاج المعرفي، إذ يعرض المتخصص التشخيص على الحالة ومدى خطورة ما قد يصل إليه إن لم يُبادر بالعلاج، والخطوة الثانية هي المقابلات التحفيزيَّة على فترات، بعد أن يبدأ المُصاب في الموازنة بين حياته الشخصيَّة والعمليَّة، أما الخطوة الثالثة فهي خطوة العلاج الجماعي وهي جلسات مُدارة من قِبل الاستشاري لمشاركة التجارب الشخصيَّة، والخطوة الرابعة هي العلاج الأسري، إذ يتم التواصل مع الأسرة للحصول على الدعم.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.