الغرائز والنزعات
الغرائز والنزعات
عند الحديث عن الغرائز فإنها طبقًا لنظرية الفرضية للعالم ماكدوجل، عبارة عن دوافع فطرية نفسية وجسدية تدفع الإنسان لتحقيق عدة أغراض، قسَّمها إلى أربع عشرة غريزة، مثل الوالدية والهرب والمقاتلة والغيرة والنظام والخجل وغيرها، كل منها مرتبطة بانفعال، فالهرب مرتبط بانفعال الخوف ويتم إنتاجه إذا تعرَّض لمثير خارجي، ويزعم فرويد أن الغريزة الجنسية هي الأقوى تأثيرًا في الإنسان.
تتميَّز الغرائز بعدة صفات، كونها فطرية بالطبيعة، أي تُتوارث ولا تُكتسب من البيئة، نوعية مشتركة بين أفراد النوع الواحد، عمياء لا ترى وقابلة للتعديل، وتقع قدرة الإنسان على تعديلها في دائرة تحكمه في انفعال الغريزة لا هي بذاتها، وذلك يسمَّى “تعديل التنفيذ النزوعي”، فغريزة المقاتلة يمكن أن تروض داخل المنافسة الرياضية، أو الدفاع عن الذات.
وتستلزم الغرائز الإرضاء بإشباعها، ويمثل كبتها خطرًا بسبب إمكانية ظهور انحرافات مثل إشباع معتدٍ كالجرائم، وإشباع خفي غير أخلاقي، أو أن يذهب الفرد كضحية للكبت، ولهذا تظهر المدارس والمحاكم والسجون والمستشفيات في محاولة المجتمع لترويض الغرائز وتنظيم مسالك إشباعها، وعقاب وردع المتعدِّين.
تنتقل نزعات الغرائز أو الدوافع وتنمو في الحياة الاجتماعية، وتتسع دائرة تأثيرها في الأفراد عبر ثلاث طرق: الأولى هي الاستهواء، وهو انتقال الدوافع أو الأفكار أو الانفعالات من شخص إلى آخر، وهو ما يستغله الساسة ووسائل الإعلام مستغلين جهل العامة وانتشار الغباء وضعف الملكة النقدية، والطريقة الثانية هي المشاركة الوجدانية التي تعزِّز النسيج الاجتماعي الرابط بين الأفراد من مشاعر وأحاسيس مشتركة.
الطريقة الثالثة هي التقليد، وتسهم في تعلُّم وإتقان المهن المختلفة، وارتقاء الأفراد عبر تراكم خبراتهم، ولها وجه سلبي، وهو التبعية العمياء للزعماء والرموز المهيمنين.
الفكرة من كتاب علم نفس الشخصية
يعدُّ علم النفس الفردي كمرآة نتمكَّن من أن نرى فيها بوضوح انعكاس شخصياتنا وسلوكنا فيعرفنا أكثر عن كليهما، ويفسر العديد من العمليات التي عجزنا عن فهمها من أول مرة، ويجيب على العديد من الأسئلة التي تزيد من قدرتنا على تحسين حياتنا، مثل: ما دوافعنا في الحياة وأنواعها؟ ما الفرق بين السلوك الفطري والمكتسب؟ وما الغرائز؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل الانحراف إذا أخطأنا التعامل معها؟ كيف ندرك الأشياء من حولنا ونمارس العمليات العقلية المختلفة مثل التخيل والتفكير والتذكر؟ وما مراتب العواطف والانفعالات؟
مؤلف كتاب علم نفس الشخصية
كامل محمد محمد عويضة: كاتب مصري الجنسية، له عدة مؤلفات متنوِّعة بين علم النفس وعلوم الشريعة، من أشهر كتبه: “سيكولوجية العقل البشري”، و”سيكولوجية التربية”.