الغدر المغولي وسقوط الموصل
الغدر المغولي وسقوط الموصل
دخل المغول الموصل، ولم يفِ صندغون بوعده، فقد استباح المدينة تسعة أيام قتل فيها من الرجال والنساء والأطفال ما لايُحصى، وأحكم المغول رقابتهم جيدًا على مخارج المدينة تحسُّبًا لمجيء المماليك لتخليص الموصل منهم، وجيء بالملك الصالح إلى صندغون بعد أن قاموا بصلب قائده علم الدين سنجر على باب سنجار وقتلِهِ، كما قتلوا ابنه علاء الملك قتلةً بشعة، فقد حُكي أنهم شطروه نصفين وجعلوا كل نصف على طرف من النهر.
أما الملك الصالح فقد كان متماسكًا رغم عصبيته وصراخه أمام صندغون لما فعله من نقضٍ لكلمته، حتى كاد تكودار -قائد مغولي- أن يقتله ولكن منعه صندغون لأن هولاكو قد أمر بإحضار الملك الصالح إليه حيًّا، ولم يرد صندغون على الملك الصالح إلَّا بالسخرية والاستهزاء، وتذكيره بما حلَّ بصاحِبِه علم الدين وابنه.
في أقل من شهر، وصل صندغون ورجاله بالملك الصالح إلى هولاكو في همذان -مقر إقامته- وقد أمر هولاكو بدهن جسم الصالح إسماعيل بسمن الأغنام وربطه تحت أشعة الشمس، ليتحول ذلك السمن إلى ديدان تلتهم جسمه حيًّا، حتى مات.
مات -رحمه الله- وقد كان قادِرًا على أن يعيش مُترفًا كأبيه الذي أطاع المغول وعاونهم في قتل إخوانه المسلمين ببغداد، لكن الصالح ركن الدين إسماعيل ليس كأبيه، فقد اختار دينه والآخرة.
الفكرة من كتاب المغول
يقف الكاتب عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي، مُستخدِمًا الأسلوب المسرحي ليسرد أحداث سقوط الموصل وموت قائدها الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ، الذي قرَّر الانتفاضة لدينِه وإخوانه في الدِّين، ولنعلم أن التَّاريخ لا يذكر البطل لما حقَّقه من انتصار، إنما يذكره لما اتخذه من قرار، وكان الصالح خير مثالٍ على ذلك.
مؤلف كتاب المغول
عماد الدين خليل آل طالب: أديب ومؤرخ عراقي، حصل على الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد، ثم حصل على الدكتوراه في التخصُّص نفسه من جامعة عين شمس بمصر، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي.
له عدد كبير من المؤلفات التاريخية والأدبية لا سيِّما في المسرح والقصة والشعر، أهمها:
عماد الدين زنكي.
مدخل إلى الحضارة الإسلامية.
القرآن الكريم من منظور غربي.
الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام.