العِلم الزائف ومستحضرات التجميل
العِلم الزائف ومستحضرات التجميل
تُعدُّ صناعة مستحضرات التجميل من الصناعات الكبيرة مُحكمة التنظيم، إذ تُدِرُّ أموالًا طائلة من مُنتجات لا قيمة لها، ونجد شركات التكنولوجيا الحيوية الدولية تعرضها في شكل عِلم زائف يتميَّز بالأناقة في طريقة عرضه بهدف تشتيت الانتباه، فأنت ترغب في أن يُرطِّب كريم الترطيب باهظ الثمن بشرتك، وجميع كريمات الترطيب تؤدِّي نفس الغرض، كما يؤدي الفازلين هذه الوظيفة بشكل جيد جدًّا.
يتكوَّن كريم الترطيب من ثلاث مجموعات أساسية: المكوِّن الأول المركَّبات الكيميائية القوية، مثل أحماض الألفاهيدروكسي، أو المستويات المرتفعة من فيتامين “ج”، أو التنويعات الجزيئية لفيتامين “أ”، وبالفعل هذه المواد الكيميائية فعَّالة ولها تأثير في جعل البشرة أكثر شبابًا، لكن فاعلياتها لا تكون إلا في حالة وجودها بتركيزات مرتفعة بشكل يتسبَّب في حدوث تهيُّج للجلد، والإحساس بالوخز، والحرق، واحمرار الجلد، فاستوجب الأمر أن يتم استخدامها في أضيق الحدود وفقًا للقانون، وألا تُستخدَم تركيزاتها العالية إلا بوصفة طبية لتجنُّب الآثار الجانبية.
ومع ذلك نجد أن أسماء تلك المركبات الكيميائية توضع على ملصقات العبوات، والادِّعاء بمعدلات فاعلية عالية، مع عدم الإشارة إلى جرعات هذه المكونات! ونظرًا إلى أن الدراسات الخاصة بالكريمات المرطبة يندُر العثور عليها مثل أي ورقة بحثية علمية أكاديمية، فمن الصعب الجزم أو التأكُّد من صحة النتائج المكتوبة على الزجاجات والأنابيب!
أمَّا المكوِّن الثاني فهو البروتين النباتي المطبوخ والمخلوط، ويوجد هذا البروتين في جميع الكريمات الفاخرة تقريبًا، يتألَّف هذا البروتين من سلاسل أحماض أمينية طويلة رخوة تسبح عائمة في الكريم، وممتدَّة في ارتخاء في قوام الكريم الرطب، عندما يجف الكريم على الوجه، فإن هذه السلال تتقلَّص ويأتي الشعور غير السار بشدِّ الوجه.
والمكِّون الثالث عبارة عن قائمة ضخمة من المكوِّنات المجهولة التي كتبت مصاحبة بمفردات غزلية تجعلك تُصدِّق جميع أنواع الادعاءات المزعومة، فتجدهم يكتبون -على سبيل المثال- أن هذا المكوِّن الجزيئي في غاية الأهمية لتكوين الكولاجين، وهذا صحيح، لكن لا يوجد سبب واحد للاعتقاد بأن وضع الكريم على الوجه سيصنع أي فارق، وذلك راجع إلى أن امتصاص المواد غير جيد عبر الجلد، لأن الجلد قد خُلق بحيث يكون غير مساميٍّ نسبيًا، وبمجرَّد أن تعرف ذلك، ستكتشف أن الملصقات على العبوَّات قد جرت كتابتها بعناية بالغة من قِبل جيش صغير من الخبراء، لضمان إيحائية الملصقات، وإحكامها لغويًّا وقانونيًّا، ومن ثمَّ فإن المشكلة هي مشكلة أخلاقية، لأن هذه الشركات تُروِّج فكرة أن الصحة الجسدية والجمال يكونان من خلال استخدام المنتجات باهظة الثمن، وليس من خلال ممارسة الرياضة وتناول الخضراوات!
الفكرة من كتاب العلم الزائف
يعرض الكاتب مجموعة من الأمور العبثية والتافهة التي تتلبَّس بلباس العِلم بسبب المصداقية التي تمنحها لها وسائل الإعلام، خصوصًا فيما يتعلَّق بالأخبار الطبية، لأنها نصف الأخبار العلمية المتداولة إجمالًا في وسائل الإعلام.
مؤلف كتاب العلم الزائف
بن جولديكر: هو طبيب بريطاني، وكاتب، ومذيع، درس الطب في كلية “مودلين” بجامعة أكسفورد، ويعمل حاليًّا في هيئة الخدمات الصحية والوطنية في المملكة المتحدة، ومن مؤلفاته:
شرور شركات الأدوية.
العِلم الزائف.
معلومات عن المترجم:
محمد سعد طنطاوي: هو مترجم مصري، مارس تدريس اللغة الإنجليزية لسنوات عدَّة في هيئات ومؤسَّسات وشركات، حكومية وغير حكومية، مارس مهنة الترجمة شفاهة وكتابة في عدد من الهيئات والمؤسسات والشركات، في الوقت الحالي يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية في مجال الأعمال والمحادثات العامة، من ترجماته:
التفكير السريع والبطيء.
التاريخ الاقتصادي العالمي.
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء.
نظرية الفوضى مقدمة قصيرة.
حقوق الحيوان مقدِّمة قصيرة.