العولمة.. الذهب كسلعة
العولمة.. الذهب كسلعة
كانت ميزة هذه الصناديق هي مرونتها الكبيرة لتحتوي بداخلها أكبر قدر من العملاء سواء كانوا أثرياء أو غير ذلك، وذوي خبرة أو من دونها، وقد شكَّلت هذه الصناديق خطرًا على الصفة الفريدة لهذا المعدن، وهو كونه ملاذًا آمنًا ومستقرًّا بشكل كبير، وكان يعدُّ هذا المبدأ صنمًا مقدَّسًا ويستحيل التلاعب به، ولكن مع تكوُّن سوق ضخمة للبيع والشراء أصبح تداول المعدن بكميات ضخمة ممكنًا، ما خلق نوعًا من التقلُّب في الأسعار، وأيضًا أصبحت إمكانية التلاعب في السعر تتوقَّف فقط على الكمية والموعد اللذين تختارهما للبيع أو الشراء .
من الأكيد أن هذا يحمل تساؤلات عن كيف يتم إذًا تحديد سعر الذهب في بداية التداول إذا لم يكن متروكًا لتقديرات السوق؟ الحقيقة أن هذا الموضوع يعدُّ مثيرًا بحق، مُحاطًا بدرجة عالية من السرية، وينعقد يوميًّا عند بداية التداول مجلس مكون من خمسة مصارف هي التي تقترح سعرًا تقديريًّا للذهب بناءً على معلومات مسبقة ثم تتم المفاوضات حتى يتم الاستقرار على سعر معين ثم إعلانه للأسواق، بهذا الكم من التعقيد تحوَّل الذهب من كونه عملة ذات نطاق عالمي إلى مَورد صعب يحتاج العديد من الخطوات لتحويله إلى عملة فعالة على مستوى الأفراد .
الفكرة من كتاب الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً
لقد كان للذهب على مدار التاريخ البشري القدرة على التحكُّم والسطوة على عقول البشر بطرق مختلفة عبر العصور، فقد كان في بعض الأوقات رمزًا للقداسة والقوى الأخروية باعتباره معدنًا خالدًا، ورأى فيه البشر غاياتهم وأحلامهم نحو الخلود، لكن هذه التصوُّرات كانت متغيِّرة كذلك.
يعرض الكتاب بسرد ممتع ممزوج بموهبة أدبية قصة البشر مع الذهب من كونه رمزًا للملكية والثروة الفردية حتى تردِّيه ليصبح مجرد وعاء ثابت ومُستقِر لحفظ الثروة، ثم سلعة تُباع وتُشترى ويتم تحديد سعرها كبقية السلع، لقد اقتُلِع من المركز في سبيل تنصيب ملك آخر من صنيعة البشر، ولكنه أكثر دهاءً.
مؤلف كتاب الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً
ماثيو هارت: هو صحفي مقيم في نيويورك عمل في كثير من المجلات المتخصِّصة في الاقتصاد والأسواق المالية مثل وول ستريت جورنال ولندن تايمز، إلى جانب عمله بالعديد من المحطات التلفزيونية مثل ناشيونال جيوغرافيك.
تم عرض كتابه هذا “الذهب” في برنامج على قناة ناشيونال جيوغرافيك.
تم تحويل كتابه “الماس”، والحاصل على جائزة إلى مسلسل درامي قصير، وتُرجِم هذا الكتاب إلى ست لغات.
له العديد من المؤلفات الأخرى مثل:
-the Irish game
-the Russian pink
معلومات عن المترجم:
محمد مجد الدين باكير: متخصِّص في العلوم المالية، ومُهتم بالاستثمار والتمويل والأدوات المالية والمشتقات ومحافظ الاستثمار.
ترجم أيضًا كتاب “إمبراطورية الثورة”، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة كذلك.
له مُؤلف بعنوان “محافظ الاستثمار”.