العودة والمحاولة مرة أخرى
العودة والمحاولة مرة أخرى
في الفترة ما بين ١٦٦٥ و١٦٦٦ زاد الاهتمام بدراسة الحقن في الدم ونقله في إنجلترا، فأجرى الطبيب يوهان مور عام ١٦٦٥ تجربة حقن دم كلب في وريد كلب آخر، وفي عام ١٦٦٦ عاد لوور إلى أكسفورد ودعا عددًا من المفكرين والأكاديميين والأطباء لمشاهدة التجربة التي نقل خلالها الدم من شريان كلب إلى وريد كلب آخر، واستمر في إجراء التجارب، ومنها نقل الدم بين خروفين، وبين خروف وكلب، وقد سجَّل نجاحًا.
نُشِرَت طريقة لوور في نقل الدم في العدد الأول من الدورية العلمية “مداولات فلسفية” التي أسَّسها أولدنبرج عام ١٦٦٥، والذي كان يعمل أمين سر الجمعية الملكية، ويتميز بقدرته على القراءة والكتابة بجميع اللغات المستخدمة في الأوساط العلمية، وكان يهدف إلى عرض دراسات العلماء ونشرها وتقديمها للقراء على مستوى العالم، وبعد نشر عمل لوور بدأ الباحثون في لندن بتجربة نقل الدم، وعلى الرغم من عدم نجاح تجاربهم فإن جهودهم مكَّنتهم من أن يكونوا روادًا في هذا المجال.
في باريس.. كان العلماء على اطلاع بتجارب لوور وزملائه وأرادوا تجريبها، فأجريت أول محاولة في ديسمبر ١٦٦٦ على يد الطبيب كلود بيرو، وقام فيها بنقل الدم بين كلبين، وتبعها خمس محاولات أخرى كان يتجلَّط الدم فيها وتسوء حالة الحيوانات، عَلِمَ دوني بتلك التجارب فاهتم بالبحث في هذا المجال، ونشر أول بحث له في نقل الدم في مارس ١٦٦٧ في دورية “جورنال دي سافونز”، وأجرى مع إميري عدة تجارب لنقل الدم بين الكلاب، وبين الكلاب والعجول، وذكر أن الحيوانات في كل التجارب لم يظهر عليها أي مشكلات، وكانت صحتها جيدة كما كانت قبل التجرية.
الفكرة من كتاب الدم والعدالة قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
قبل أن نبدأ بقراءة القصة، لنتعرَّف على بطلها.. جون باتيست دوني.. طبيب فرنسي، ولد عام١٦٤٠ في أسرة من طبقة النبلاء، كان والده كبير مهندسي الملك لويس الرابع عشر، وقد حصل دوني على بكالوريوس اللاهوت، ثم درس الطب في مونبلييه،كما حصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات، وشغل منصب أستاذ الرياضيات والفلسفة الطبيعية، وتمثِّل الرياضيات والفلك أكثر اهتماماته، أما الطب فقد كان هواية له.
انتقل دوني إلى باريس عام ١٦٦٤، وبدأ حياته الأكاديمة، وأصبح لديه مكانة بصفته أستاذًا جامعيًّا، وكان شابًّا ذكيًّا ومهتمًّا بتناول القضايا الجدلية، وحقَّقت محاضراته شهرة واسعة، وامتلأت بالحضور، وكانت الشهرة وجمع الأموال من أهدافه.
فهل تحققت تلك الأهداف؟ وما علاقتها بنقل الدم؟ لننتقل إلى القصة ونرَ..
مؤلف كتاب الدم والعدالة قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
بيت مور: أكاديمي وكاتب علمي وصحفي ومدرب، ولد في أبينجدون بأكسفوردشاير، درس علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية لحيوانات المزرعة، وحصل على درجة الدكتوراه في الفسيولوجيا، ومن الدوريات العلمية التي يكتب فيها: Nature وNew Scientist، شغل منصب رئيس رابطة الصحفيين الطبيين في إنجلترا، وعمل كذلك في كلية أوكلاند وكلية لندن، وأسَّس منظمة ThinkWrite لتدريب الأشخاص على الكتابة، كما حصل على العديد من الجوائز عن أعماله الصحفية العلمية، وظهر إعلاميًّا في مقابلات على قناة BBC وفي محطات إذاعية دولية متعدِّدة.
معلومات عن المترجم:
عبد الرحمن مجدي: مترجم؛ حاصل على ليسانس الألسن قسم اللغة الإنجليزية، وملتحق بالدراسات العليا في الترجمة الفورية والتحريرية بكلية الألسن، قام بترجمة العديد من الكتب في المجالات المختلفة، ومنها: “الإعلام والنشء: تأثير وسائل الإعلام عبر مراحل النمو”.