العودة إلى فرنسا
العودة إلى فرنسا
بعدما فشل نابليون في قيادة الفرنسيين لاقتحام عكا، وفي ضوء قلة الذخيرة وانتشار الطاعون بين الجنود، وكثرة الجرحى الذين لم يكن بإمكانهم حملهم معهم؛ قرَّر نابليون أن يعهد بالقيادة إلى كليبر الذي كانت شعبيته تتنامى، إلا أنه فشل أيضًا في اقتحام عكا، وانسحبوا على نحو مذلٍ من هناك، واتفقوا على إعطاء الجرحى والمرضى حساءً مضافًا إليه الأفيون ليقتلوهم تخفيفًا من حملهم معهم.
غير أن الأتراك الذين وجدوهم أحضروا الماء الساخن، وطالبوا أولئك المرضى الذين يشعرون بالبرد بشربه، ونجا أولئك الذين قاوموا شرب الحساء المسموم، حيث تماثل للشفاء قرابة أربعين شخصًا؛ بسبب عناية الأتراك بهم.
ثم عاد الجنود إلى يافا التي كانت مرتعًا للطاعون، ومنها إلى بلبيس، ثم القاهرة، غير أن نابليون ورفاقه فضلوا مصلحتهم الشخصية وعادوا إلى فرنسا من دون الجنود، وتولى كليبر المسؤولية، وفي اليوم الذي كان يعلن فيه نابليون انتصاره في مارينجو، كان كليبر قد طعن حتى الموت على يد الحلبي، وانتقلت القيادة لعبد الله مينو الذي لم يكن يحظى بشعبية بين الجنود، غير أنه نجح في العودة بهم إلى فرنسا على متن السفن البريطانية، بعد أن استسلم للبريطانيين، ولم يكن نابليون ولا الهكتارات التي وعدهم بها في انتظارهم!
الفكرة من كتاب جيش الشرق
للحملة الفرنسية على مصر آثار مهمة في كثير من المناحي؛ كأثرها في العلوم والتاريخ والطباعة والزراعة، بالإضافة إلى الدمار الذي خلفته بهذه البلاد وألحقته بأهلها.. بين دفتي هذا الكتاب نقرأ شهادات رجال الحملة الفرنسية على مصر، مدنيين وعسكريين؛ نتعرف من خلالها على ملامح هذه الحملة وملامح رجالها وهل أتوا مختارين أم مجبرين؟ ولماذا جاءوا وما آمالهم؟ وكيف وجدوا مصر والمصريين؟
مؤلف كتاب جيش الشرق
تيري كرودي Terry Crowdy: مؤلف تاريخ عسكري، مهتم بالحروب النابليونية وتاريخ التجسُّس والحروب السرية.
فاز بجائزة (أفضل ورقة عسكرية) في مسابقة الكتابة في سلسلة نابليون عام 2014، وهو مستشار للسلامة في القصور الملكية التاريخية وهي مؤسسة خيرية مستقلة، تدير برج لندن وقصر هامبتون والعديد من القصور الأخرى.
له كثير من الكتب والمؤلفات أبرزها:
Donald Dean VC
SOE Agent: Churchill’s Secret Warriors
French Resistance Fighter: France’s Secret Army