العودة إلى التاريخ
العودة إلى التاريخ
يقال إن الأمة التي تجهل تاريخها عاجزة عن صياغة مستقبلها، وهي من باب أولى أعجز عن فهم وقراءة واقعها قراءة موضوعية صحيحة، ولأن التاريخ دروس وعبر لا أحاديث مجرَّدة تُروى لتُنسى، فالتاريخ سياق ومقدِّمات ونتائج حتمية ومتوقعة،ومن هنا يأتي دور وضرورة اهتمام أبناء هذا الجيل بقراءة التاريخ وتتبُّعه لتفهُّم التسلسل الزمني والمآلات الكارثية التي آلت إليها الأمة الإسلامية والعربية اليوم والبحث عن حلول.
كما أن الاعتناء بهذا الجانب يعطينا آفاقًا وأبعادًا جديدة لفهم الواقع، ويمنحنا المفاتيح لحلول مستقبلية كفيلة بانتشال هذه الأمة من الذل والمهانة والحالة الانهزامية التي ركنت إليها،لهذا يجب على أبناء هذا الجيل اليوم الاعتناء بهذا النوع من المعارف التي تتطلَّب مجهودات كبيرة ومتضافرة جماعية كانت أم فردية وعلى كل الأصعدة والمستويات،فأزمات الأمة كثيرة ومركبة تقع ضمن سلسلة متشعبة ومتداخلة ومتتالية بدأت على أقل تقدير من فترة الاستعمار والاستشراق والحروب العالمية مرورًا بظهور الصهيونية وحروب الاستقلال والقومية العربية والحداثة وإفرازاتها من اشتراكية وشيوعية وعلمانية وهلم جرا، لهذا ينبغي للجيل الصاعد ومن يعنيه أمرهم أيضًا الاهتمام بالبعد التاريخي للأحداث والعناية بتفحُّصه بالدراسة والاستقراء وتحقيق الحد الأدنى من الاطلاع والاهتمام بالتاريخ لأن الأمة المغيَّبة عن تاريخها غالبًا ما يكون واقعها هشًّا ومستقبلها مجهولًا ومآلاتها مضحكة مبكية.
الفكرة من كتاب إلى الجيل الصاعد
يقول الأستاذ أحمد السيد في مقدمة كتابه هذا إن السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب “إلى الجيل الصاعد” رسالة بلغته من بين آلاف الرسائل الواردة أثارت حفيظته وأشعلت في داخله فتيل القلق حيال هذا الجيل وما يعانيه من تبعثر حقيقي وشتات وضبابية في الرؤية، مُؤكِدًا أن الانخراط في العمل الشبابي والاقتراب منهم على أرض الواقع زاد من قناعته بأهمية هذا الموضوع وحساسيته وخصوصيته البالغة،فجاء هذا الكتاب بمثابة محاولة للكشف عن مشكلات الجيل ومبادرة لطرح رؤية منهجية معينة على رسم خريطة طريق واضحة المعالم تساعدهم على الثبات والبلوغ.
مؤلف كتاب إلى الجيل الصاعد
أحمد السيد كاتب وداعيةإسلامي، نشأ في المدينة المنورة وتلقَّى العلم الشرعي فيها على صغره حتى أنه حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية وهو لم يتجاوز المرحلة المتوسطة بعد، وحفظ في المرحلة الثانوية صحيح البخاري ومسلم وزيادات الكتب الثمانية لينتقل بعدها إلى الدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان له حضور مكثَّف في القصيم لمجالس العلم عند عدد كبير من المشايخ والعلماء.
اهتم بعلم الحديث والقضايا الفكرية اهتمامًا خاصًّا، وله في هذا المجال مؤلفات عدة وبرامج ومبادرات كثيرة.
ومن أهم مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين.
محاسن الإسلام.