العوامل المساعدة في عملية القطيعة
العوامل المساعدة في عملية القطيعة
توجد مجموعة من العوامل والظروف التي تفسر كثيرًا من أسباب القطيعة بين الأبناء والآباء، وهي: تاريخ العائلة، ومشكلات التواصل، والمدخرات العاطفية.
أما عن تاريخ العائلة فهناك عائلات لها تاريخ من حالات الانقطاع بين أفرادها، ويكون لدى الأطفال في تلك العائلات استعدادٌ كافٍ للتعامل مع مشكلاتهم العائلية بالانقطاع، وحتى عندما تتألم تلك العائلات من تجربة القطيعة تظل تراها حدثًا مألوفًا تقبل التعايش معه، لكن يجب عدم الاستسلام للظروف الماضية وتركها تشكل الحاضر والمستقبل.
أما العامل الثاني فهو مشكلة التواصل مع أحد الطرفين، وفي هذه الحالة تكون البداية بانفصال الوالدين، فيعمل أحدهما على إبعاد الأبناء عن الآخر وتشويه صورته إمعانًا في قطعه عن الأبناء، الذين يكونون ضحية تلك السلوكيات، فهم الذين يعانون اغترابًا عن الوالد المبعد، الذي تفشل محاولاته في التواصل بسبب الطرف الآخر، وقد يتمكن الأولاد البالغون من الحكم بعقلانية على هذه العلاقة، ولكنهم أيضًا يعانون من عدم وجود مشاعر حميمية بعد كل تلك السنوات من البعد، ولهذا فعلى الطرف المنقطع أن يبذل مجهودات مضاعفة لإعادة التواصل بينه وبين أبنائه، وذلك دون أن يتعجل استجابة الأبناء لمبادلته المشاعر، وإنما يستمر في تأكيد وجوده ومحبته دائمًا من أجلهم.
أما المدخرات العاطفية أو الاحتياجات غير الملباة للوالدين، فهي الثمار التي يتوقعها الوالدان نتيجة استثمارهما في علاقتهما بالأبناء، وانتظارهما أن يحصلا من أبنائهما على ما منحاه سابقًا، وفي هذه الحالة يجب أن يدرك الأهل أن ليس لأبنائهم دور في إشباع حاجاتهم العاطفية، فهذا يشعرهم بالضغط من تلك العلاقة التي تطالبهم بالمسؤوليات بدلًا من تلبية الحاجات. ولمقاومة خيبة الأمل يجب أن يملأ الأهل خزان مشاعرهم من مصادر أخرى ليكونوا جاهزين للتواصل وهم مستندون إلى أساس قوي من المشاعر الجميلة التي تقلل احتياجهم إلى تعاطف الأبناء.
الفكرة من كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
في المجتمع الحديث نلاحظ تدهور العلاقات بين الأبناء والوالدين عندما يبلغ الأبناء ويبدؤون في الاستقلال بحياتهم، وهو ما يهدد صورة الأسرة المترابطة عبر الأجيال من خلال شبح الانفصال والقطيعة، فمن أكثر الأمور إيلامًا للوالدين شعورُ الإقصاء والاغتراب عن أبنائهم.
وفي موضوع إصلاح العلاقات لا يمكن لخطة واحدة أن ترشد الجميع إلى الطريق الصحيح، لذا جاء الكتاب جمعًا لآراء وأفكار ومعلومات قابلة للتطبيق الواقعي، يمكن الاختيار من بينها وفقًا لظروف الحياة المختلفة، كما يدعونا إلى تغيير طريقة التفكير والتصرف وكيفية المبادرة بتسوية الخلافات مع الابن المنقطع.
مؤلف كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
تينا غيلبرتسون: كاتبة ومتحدثة وصانعة محتوًى، عملت سابقًا في تحرير الصحف المحلية في موطنها بِفانكوفر كولومبيا البريطانية، وعملت بالتمثيل ثم استقرت في عملها معالجة نفسية بعد أن تخرجت بدرجة الماجستير في علم النفس الإرشادي.
ومن مؤلفاتها المنشورة:
Constructive Wallowing: How to Beat Bad Feelings by Letting Yourself Have Them