العوامل المؤثِّرة في تساؤلات الأطفال
العوامل المؤثِّرة في تساؤلات الأطفال
يتوقَّف كم تساؤلات الطفل ونوعها بحسب عدة عوامل بعضها يتعلَّق بالطفل ذاته والبعض الآخر يتعلَّق ببيئة الطفل، فالعوامل المتعلِّقة بالطفل ذاته تتمثَّل في عمر الطفل، فكلما تقدَّم الطفل في العمر تقدَّم مستوى نموه اللغوي، مما يُؤثر في كم التساؤلات ونوعها بل وموضوعاتها أيضًا، فالطفل في عامه الثاني يبدأ بتساؤلات بسيطة يصوغها في صورة جمل خبرية، وفي نهاية عامه الثالث يستطيع صياغة تساؤلات بصورة استفهامية محكمة، وفي السنة الرابعة إلى السادسة فإنه يستمر في طرح الأسئلة على نحو مستمر، وقد وُصفت هذه المرحلة بأنها علامة استفهام مستمرة.
ويؤثِّر المستوى العقلي للأطفال في مستوى تساؤلاتهم، فالأطفال ذوو المستوى العقلي المرتفع يكونون ذوي ملاحظة دقيقة وتفكير حاد، وفي بعض الأحيان يغطي الطفل ضعف قدراته العقلية بمزيد من التساؤلات الملحَّة، ولكن المربِّي الفاهم يستطيع التمييز بين الطفل المتفوِّق وغيره، وتدفع رغبة الطفل في المشاركة الاجتماعية وتحقيق ذاته بين أقرانه والحصول على مكانة مرموقة لدى الآخرين إلى طرح تساؤلات بصورة متنوِّعة متقنة مقارنةً بالطفل المنطوي على نفسه الذي لا يميل إلى المشاركة الاجتماعية ولا يطرح أي تساؤلات، وتؤثِّر حالة الطفل النفسية تأثيرًا واضحًا في كمِّ تساؤلاته ونوعيَّتها وموضوعاتها، فالطفل العدواني يكون كثير التساؤل، لذا يجب على المربي الإجابة بطريقة تخلِّص الطفل من خوفه وقلقه وعدوانيته.
وإلى جانب العوامل الخاصة بالطفل ذاته، فإنَّ هناك عواملَ خاصةً ببيئته تؤثِّر في عقليَّته وشخصيَّته ومن ثمَّ تساؤلاته، فطبيعة البيئة وما فيها من ظواهر وموارد وعناصر ومثيرات تؤثر إلى حدٍّ كبير في ملاحظات الطفل واهتماماته وطريقة تفكيره، وعلى المربي أن يسعى إلى تنويع المثيرات في بيئة الطفل مما يتيح له الملاحظة والتفكير ومن ثم التساؤل، كما تؤثر طريقة تعامل الوالدين مع الطفل تأثيرًا كبيرًا؛ فالطفل المحبوب من والديه ويحظى بتشجيعهما المستمر يكون واثقًا بنفسه، مما يدفعه إلى التساؤل عن كل ما يجهله من الأمور دون خوف من لوم الوالدين أو تجاهلهما وإهمالهما.
ويؤدي التدليل الزائد إلى تمرُّد الطفل على من حوله من الكبار، فتكون تساؤلاته بهدف إحراج الكبار والتهكُّم عليهم، وقد يعاني الطفل قسوة والديه فيكون إما منطويًا وإما عدوانيًّا متسلِّطًا، ويشكِّل المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي دورًا كبيرًا في تكوين الطفل ونموِّه العقلي، وأخيرًا فإن المؤسَّسات التعليمية تشارك الأسرة في تنشئة الطفل بما يتوافر لتلك المؤسسات من إمكانيات وكوادر بشرية لتحقيق أهدافها.
الفكرة من كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
تعدُّ كثرة تساؤلات الأطفال أكبر دليل على ذكائهم وتطور عقولهم، ويكون فضول الطفل عاليًا جدًّا في مراحله المبكرة فهو يريد أن يعرف كل شيء، وبعد أن ينمو قليلًا يبدأ في التفكير في أمور مختلفة، وتظهر الأسئلة التي لا يجد إجابة لها فيلجأ إلى أبويه للإجابة عن هذا الأسئلة، ولكن إذا تمت الإجابة عنها بطريقة خاطئة وغير مناسبة فقد يكون لها مردود سيئ، لذا يجب على الآباء أن يجيبوا عنها بحرص، ولا بدَّ من تشجيع الأطفال على التعبير عن كل ما يدور في أذهانهم.
مؤلف كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
ماهر إسماعيل صبري: أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة بنها، وُلِد عام 1962م بمحافظة القليوبية، وحصل على بكالوريوس العلوم والتربية شعبة الطبيعة والكيمياء عام 1984م، وحصل على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصُّص مناهج وطرق تدريس العلوم عام 1988م، تولَّى منصب مدير مشروع تطوير كليات التربية وصندوق تمويل مشروعات تطوير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، وتولَّى منصب خبير بمركز تطوير تدريس العلوم جامعة عين شمس، ورئيس تحرير سلسلة الكتاب الجامعي العربي عام 2006م.
من أهم كتبه:
التقويم التربوي.
العب وفكر وتعلم.
احفظ أولادك من الأخطار.
من التعليمات التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم.