العوامل المؤثرة في رد فعل الجيوش تجاه الثورات
العوامل المؤثرة في رد فعل الجيوش تجاه الثورات
حصر الكاتب العوامل المؤثرة في سلوك الجنرالات في أربع فئات: الجيش والدولة والمجتمع المحيط والبيئة الخارجية. أولى الفئات وأكثرها تأثيرًا هي العوامل العسكرية، والعامل الأوّل والأهم بها هو التماسك الداخلي، فالجيش المتماسك يتصرف بشكل موحد. ويعتمد التماسُك على عوامل عدة تشمل التباينات العرقية والدينية والقبلية، والانقسامات الجيلية، والانقسامات بين الضباط وضباط الصف والمُجندين والانقسامات بين وحدات النخبة وبقية وحدات الجيش، والانقسامات بين القوات البرية وفروع الجيش الأخرى، والانقسامات الاجتماعية والسياسية داخل النخبة العسكرية.
العامل الثاني الخاص بالعوامل العسكرية هو الجنود المتطوعون مقابل المُجندين إلزاميًّا، فالمجندون إجباريًّا يكونون أكثر عرضة لدعم الثورة. والعامل الثالث يتمثل في مدى رؤية قادة الجيش لشرعية النظام. العامل العسكري الرابع والأخير هو سلوك الجيش تجاه المجتمع قبل الثورة، فإن كان سلوك الجيش عنيفًا مع الشعب سيجعلهم هذا يميلون لقمع المُطالبة بتغيير سياسي قد يُحيلهم إلى السجن.
أما عن الفئة الثانية المؤثرة في سلوك الجنرالات وهي الدولة، فعواملها تتمثل في كيفية معاملة النظام للجيش، ويضم هذا العامل خمس سمات هامة، وهي الاهتمام بالوضع المادي ورفاهية أفراد الجيش، والعناية بالجيش من حيث توفير اللوازم الضرورية، ومدى ملاءمة المهام المفروضة عليهم، والاستقلال المهني للجنرالات وسلطتهم في اتخاذ القرارات،ومدى الإنصاف في التعيينات العليا ودور الدولة في إضفاء الهيبة العسكرية وتشجيع المجتمع على احترام قواته المسلحة. ثاني العوامل الخاصة بالدولة يتمثل في أوامر النظام للجيش إذ تحتاج القوات إلى أوامر واضحة من القادة في فترات الاضطرابات.
الفئة الرابعة والأخيرة المؤثرة في استجابات الجيوش تتعلق بالبيئة الخارجية، وتضم احتمالات التدخل الأجنبي، وعلاقات النظام الحاكم بالدول الأخرى، وبخاصة التي تقدم لها مساعدات اقتصادية وعسكرية، بالإضافة إلى ظاهرة الانتشار الثوري التي تنتقل من دولة إلى أخرى، وأخيرًا خبرات الضباط في الخارج.
الفئة الرابعة والأخيرة المؤثرة في استجابات الجيوش تتعلق بالبيئة الخارجية، وتضم احتمالات التدخل الأجنبي، وعلاقات النظام الحاكم بالدول الأخرى، وبخاصة التي تقدم لها مساعدات اقتصادية وعسكرية، بالإضافة إلى ظاهرة الانتشار الثوري التي تنتقل من دولة إلى أخرى، وأخيرًا خبرات الضباط في الخارج.
حدد الكاتب العوامل الأكثر أهمية في ستة عوامل فقط هي: التماسك الداخلي، والجنود المحترفون مقابل المجندين إلزاميًّا ومعاملة النظام للجيش ورؤية الجيش لشرعية النظام وحجم المظاهرات وطبيعتها، وأخيرًا احتمالية التدخل الأجنبي، وسيتناول الكاتب تأثيرها في دراسات الحالة القادمة.
الفكرة من كتاب كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ ولماذا؟
يعرض الباحث زولتان باراني في كتابه جانبًا من الثورات لم ينل حظه من البحث والتحليل، وهو استجابات الجيوش للثورات والعوامل المؤثرة فيها، ويتبنى الكاتب حجتين يحاول إثباتهما في كتابه؛ الأولى تقول إن استجابة القوات المسلحة لأي انتفاضة تمثل أمرًا أساسيًّا في نجاحها أو فشلها، والثانية تقول إنه يمكن التنبؤ الصحيح بكيفية استجابة جيش ما نحو ثورة إذا درسنا الجيش وعلاقته بالدولة والمجتمع.
يهدف الكاتب إلى شرح الثلاثة نتائج الممكنة لرد فعل الجيوش، إما بتأييد الثورة وإما بمعارضتها وإما بالانقسام. وذلك بالتطبيق على حالات حقيقية بعضها عاصرناها والبعض الآخر بالتأكيد سمعنا عنها.
مؤلف كتاب كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ ولماذا؟
زولتان باراني: بروفيسور في جامعة تكساس، يُدرس من عام 1991 وهو باحث غير مقيم في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن العاصمة. ركزت أبحاثه وكتاباته على السياسة العسكرية، وإرساء الديمقراطية على مستوى العالم.
من أعماله: هل الديمقراطية قابلة للتصدير؟ – Ethnic Politics After Communism
معلومات عن المترجم:
عبد الرحمن عياش: باحث ومترجم وصحفي مصري. حاصل على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من جامعة بهتشه شهير في إسطنبول. تركز أبحاثه على الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط وحقوق الإنسان والعلاقات المدنية العسكرية.
من ترجماته: كيف تعمل الدكتاتوريات؟