العناد والسرقة
يبدأ العناد لدى الأطفال مع إتمامهم العام الثاني، إذ يشعرون باستقلالهم شيئًا فشيئًا، ويرغبون في التعبير عن أنفسهم وإثباتها حتى يصل الأمر إلى ذروته في مراهقتهم، عليك لحل ذلك أن تشجع الطفل منذ صغره على المشاركة والنقاش والحوار، وتجنب فرض أوامر عليه بلا مبرر، مع عدم التدليل الزائد، وإذا أخطأ الطفل فانتقد فعله ولا تنتقد شخصه، واستخدم القواعد التربوية التي تم الاتفاق عليها سابقًا، وهذه من أكثر الطرق فاعلية لضبط عناد الأطفال.
أما السرقة، ففي الطفولة المبكرة قد لا يميز الطفل بين حدود ملكيته وملكيات الآخرين، فما يعجبه يرغب في امتلاكه وحسب، وتتطور الدوافع وتتباين بعد ذلك رغبة في إشباع احتياجاته، أحيانًا لشعوره بالحرمان المادي، أو حتى المعنوي وافتقاده الحب والأمان، وإما لأنه مدلل ومعتاد الحصول على كل ما يرغب، وإما أن يكون انتقامًا من شخص ما، وأحيانًا يكون مرضًا وهوسًا بالسرقة، وذلك يحتاج إلى تدخُّل طبيب نفسي، ومن المهم تعليم الطفل حدود ملكيته الخاصة، وملكيات الآخرين.
فإذا اكتشفت سرقة ابنك، حاول أن تفهم دوافعه، وناقشه بهدوء حول ما حدث، ومدى تأثيره السيئ في من سرقه، واتفق معه على إعادة الغرض المسروق لصاحبه، ولا تنعت الطفل بالسارق، أو تهنه أمام إخوته والآخرين، لئلا تكسر صورته أمام نفسه، وإذا تكرر الأمر قرر عقابًا مناسبًا، وإذا تكرر أكثر من ذلك مع متابعتك له ولاحتياجاته وتعاملك معه برفق، فربما طفلك بحاجة إلى تدخل الطبيب النفسي.
الفكرة من كتاب ابنك على ماتربيه.. قواعد التربية الثلاثين
“الأطفال لا يأتون إليكم بل يأتون للحياة من خلالكم”، بهذه المقولة يفتتح المؤلف كتابه الذي وضع فيه أهم قواعد التربية من نظره، والتي اختارها لتناسب كل الطبقات والمستويات، ويمكن تكييفها مع ظروف كل أسرة وبيئتها، وتعد التربية “رعاية الطفل لتنمية اتجاهات سليمة لديه نحو نفسه والآخرين”، وهي إعداد الطفل لبناء حياة حقيقية سوية، لا برسمها له، ولكن بتعليمه الأدوات التي يستطيع بها مواجهة الحياة بنفسه، ولا غنى عن الإيمان بتفرُّد أبنائنا واستقلاليتهم، وعن احترامنا لهم ككيان مستقل لا كامتدادٍ لذواتنا.
مؤلف كتاب ابنك على ماتربيه.. قواعد التربية الثلاثين
محمود الشريف: كاتب مصري، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، يعمل بالإدارة، وهو مدرب وميسر ومعد لبرامج تدريبية، له عدد من المقالات في المجالات الاجتماعية والثقافية والحقوقية.