العمل وحلم الأرض
العمل وحلم الأرض
يشير جبران إلى أن الحياة ظلام إلا إذا صاحبها حافز وحركة، وكل حافز أعمى إلا إذا اقترن بالعلم والمعرفة، وكل معرفة لا قيمة لها، إلا إذا رافقها العمل، وكل عمل باطل إلا إذا امتزج واقترن بالحب؛ وإذا أراد الإنسان أن يُوصل نفسه بنفسه، وبالناس وبالله، فعليه أن يمزج عمله بالحب!
ويرى الكاتب أن العمل الممزوج بالحب هو أن “تنسج الثوب بخيوط مسلولة من قلبك، كما لو كان هذا الثَّوب سيرتديه من تحبه، وأن تبني دارًا والمحبة رائدك، كما لو كانت هذه الدّار ستضم من تحبه وأن تنثر البذور في حنان وتجمع حصادك مبتهجًا، كما لو كانت الثمار سيأكلها من تحب”.
ويقول: خاب أجدادكم ممن قالوا إن العمل شقاء، فأنت تعمل لتحاكي طبيعة الحياة المتحركة باستمرار، فعملك لكي تكون جزءًا من تلك الطبيعة. فبالعمل يحقق الإنسان جزءًا من حلم الأرض البعيد، جزءًا خصص له عند ميلاد ذلك الحلم. فإذا واظب على العمل النافع يُفتح قلبه بالحقيقة لمحبة الحياة.
لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها، وتدنيه من أبعد أسرارها.
الفكرة من كتاب النبي
يعدُّ كتاب “النبي” أشهر كُتب جبران الذي كتبه بالإنجليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغةً، وهو درة ما كتبه وخلاصة ما توصَّلَ إليه، وعصارة تجارِبه الذاتية ونظرته الحياتية؛ فهو يحوي خلاصة آراء جبران في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والموت واللذة والجمال والشرائع وغيرها، لذا فقد اعتبر جبران كتابه هذا «ولادتَه الثانية» التي ظلَّ ينتظرها ألف عام.
وقد روى رسالته على لسان نبي سمي “المصطفى”.
رسالة هذا النبي رسالة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود أن الروح تتعطش للعودة إلى مصدرها، وأن الحب جوهر الحياة.
وقد عبر جبران في هذه الرسالة عن آرائه في الحياة من خلال معالجته للعلاقات الإنسانية التي تربط الإنسان بالإنسان.
مؤلف كتاب النبي
جبران خليل جبران، شاعر وكاتب ورسام عربي لبناني، وُلد في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 1883م في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا.. لم يتلقَّ “جبران” التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًّا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
امتاز أسلوب جبران بالرومانسية، ويعدُّ من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.
من أهم مؤلفاته:
الأرواح المتمردة.
دمعة وابتسامة.
مناجاة أرواح.
الأجنحة المتكسرة.
المواكب.
حديقة النبي.
أرباب الأرض وغيرها من المؤلفات.
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل (نيسان) عام 1931، أي عن عمر ناهز الـ 48 عامًا، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليه، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم “متحف جبران”.