العلم والفلسفة والمجتمع
العلم والفلسفة والمجتمع
يصرِّح بعض العلماء أنه لا علاقة للعلم بالفلسفة أو طريقة تفكير المجتمع، ولكن ما يُقال في المعامل هو الذي يسير به الناس في مجتمعاتهم، فقد أثَّرت نظرية الانتقاء الجنسي والطبيعي على نحو كبير في المجتمع الغربي، فقد اعترض التطوري جوزيف لي كونتي على حق انتخاب المرأة ومشاركتها السياسية، ولأن الذكر هو صاحب مهارات وقدرات عقلية وجسدية أكثر من المرأة -حسب النظرية الداروينية- فإنه المؤهل الأوَّل للدور المجتمعي.
ولا يقف التأثير على المجتمع فحسب، بل أسهم في التحيُّز الجنسى والعنصريَّة، ويُبيِّن ذلك التأثير ريتشاردز بقوله: “الثقافة الحديثة أكدت الدور المحوري الذي تلعبه العوامل السياسية والاقتصادية في تقبُّل نظرية التطوُّر، لكن الداروينيين قدَّموا الأسس الفكرية الإمبريالية والحروب والاحتكار والرأسمالية ونظرية تحسين النسل والعنصرية والتحيُّز الجنسي، ولم تكن مساهمة داروين ضئيلة كما يُروَّج غالبًا”، فقد أسهمت المعتقدات الداروينية في تعطيل حقوق الإنسان.
كما أسهمت في سيطرة العلمنة على المجتمع، فقَبِل الناس الرأي القائل إن قوانين الطبيعة هي التي خلقت البشر وليس التوجيه الإلهي، ولأن داروين قد جنَّب الخالق فلم يرَ قط أن الذكر والأنثى قد خُلقا ليُكمل كلاهما الآخر، فاستبدل علاقة التكامل بعلاقة الصراع والسيطرة.
وقد حاول الكثيرون دحض كل تلك النظريات وإثبات ما يفنِّدها، فقد قدَّمت الأبحاث الجينية وعلم الوراثة أبحاثًا تدل على تفوُّق جين الأنثى في كثير من الأمور على جين الذكر، مثل مقاومته لبعض الأمراض الوراثية وغيرها.
بل وقد حاول الكثيرون إثبات تفوُّق الأنثى بنفس الأسباب التي استخدمها داروين لإثبات تفوُّق الذكر، فذكر هابغود أن خدمة الذكر للأنثى هي غرض تطوُّر الذكر، فالذكر تطوَّر لأجل خدمة الأنثى، وغيرها من الأدلة التي ستتبدَّل وتتغيَّر وفقًا لرؤى أصحابها، لا وفقًا للحقيقة.
الفكرة من كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
حينما يرفع الغرب شعار “حقوق المرأة” فما الذي يُريده تحديدًا بمقولته تلك؟ وما الحقوق التي يقصدها؟ بل قبل ذلك من تكون المرأة في الفلسفة الغربية؟ وهل يعد كل ما تسعى له النسويَّات في حقيقة الأمر منافيًا الفلسفة التي ينطلقن منها؟ أم أن كل شيء يبدو في ظاهره جيدًا فإنه في حقيقة أمره جيدٌ أيضًا؟
في هذا الكتاب أمامنا أربع مقالات ذات موضوعات مختلفة مُتعلقة بقضايا المرأة والنسوية، يتضح خلالها الجوانب المسكوت عنها فيما يخصُّ المرأة في الفلسفة الغربية والمجتمعات الإلحادية.
مؤلف كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جيري بيرغمان: أستاذ في البيولوجيا والكيمياء والفيزياء في جامعة ولاية نورث ويست، نال ست درجات جامعية، وله عدد من المؤلفات والأوراق العلمية التي تُرجِمَت إلى لغات مختلفة.
روبيكا واطسن: مُدوِّنة وناشطة أمريكية، تابعة للتيار الشكوكي الإلحادي والتيار النسوي.
كاتي آنجل هارت: كاتبة ملحدة لها عدد من المقالات على موقع salon.com
آنا بيثرك: صحفية حُرة في مجال الصحة والعلوم.