العلم والصناعة
العلم والصناعة
الصناعة تعني عملية تحويل المواد الخام إلى صورة أخرى أكثر صلاحية للاستخدام، ويتطلَّب ذلك مصدرًا ماليًّا وقُوى عاملة، إضافةً إلى الدراية الكافية بطريقة التحويل، وامتلاك أو اكتساب مهارة التنفيذ، وهو ما يُوفِّره العلم لا القوى العاملة وحدها، ودليلُ ذلك: أنَّه حتى أوائل القرن الثامن عشر لم يشهد التاريخ تفاوتًا بين الدول في مضمار الصناعة، سوى بعض الفروق الناتجة عن اختلاف الموارد الطبيعية والمهارات اليدوية، حتى قامت الثورة الصناعية التي أساسها العلم والاختراع، وأولى الدول التي خاضتها هي إنجلترا، حيثُ أنتجت اختراعات عظيمة في مجالات عديدة، أما مصر فشهدت التطور الصناعي في القرن التاسع عشر على يد محمد علي باشا الذي كان مُدركًا لأهمية الصناعة للنهوض باقتصاد البلاد، فأنشأ العديد من المصانع الكبيرة، وازدهرت الكثير من الصناعات كالبارود والغزل والنسيج وسبك الحديد، حتى عادت مصر إلى ما كانت عليه بعد ركود هذه الحركة الصناعية في القرن العشرين.
إن إهمال دور العلم في النهوض بالصناعة والالتفات إلى غيره من الحلول الرديئة أمر مؤسف عواقبه وخيمة، لذلك يجب على الدولة توفير البحث العلمي والتجارب العملية اللازمة للنهوض بالمُنتج المحلي ليستطيع منافسة غيره من المنتجات الأجنبية، بدلًا من اللجوء إلى الجمارك كحامٍ لمنتجات الدولة وضامن لبقائها، وتطبيق هذه البحوث لاستغلال موارد الثروة الأهلية، كاستخراج المعادن من الصحاري المصرية واستخدام القوى الناشئة من مساقط المياه.
الفكرة من كتاب العلم والحياة
في هذا الكتاب، جمع الدكتور علي مشرفة عدَّة رسائل له خطَّ فيها ملامح العلاقة الوثيقة بين العِلم وجوانب الحياة المُختلفة، ودوره الرئيس المهم في تطوير هذه الجوانب والنهوض بها، بدلًا من اتباع الحلول الوهمية التي لا تصلح للتطبيق على أرض الواقع.
مؤلف كتاب العلم والحياة
الدكتور علي مصطفى مشرفة: عالم فيزياء نظرية مصري، حصل على دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923، ثم كان أوَّل مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم بإنجلترا من جامعة لندن سنة 1924، لُقِّب بأينشتاين العرب لأن مجال بحثه ودراسته كان مُشابهًا لموضوعات أبحاث ألبرت أينشتاين، وعُيِّن أستاذًا بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثمَّ انتخب عميدًا لها سنة 1936، تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر منهم: سميرة موسى، وله مؤلفات عديدة قصد فيها إبراز أهمية العلم تُخاطب المُواطن البسيط: مثل كتاب “نحن والعلم”، وكتاب “العلم والحياة”، وله مؤلفات أخرى في مجالات الفيزياء والرياضيات مثل: كتاب “النظرية النسبية الخاصة”، وكتاب “الهندسة وحساب المثلثات”.