العلم والحياة
العلم والحياة
إذا طرحنا تساؤلًا عالميًّا: ماذا تعني الحياة بالنسبة لك؟ وما صورتك عنها؟ لوجدنا تباينًا شاسعًا في المفاهيم التي سيُجيب بها الكُل، تختلف تبعًا لاختلاف ما يؤمنون به وما يركنون إليه في الحُكم والتصوير، والمُؤرق هنا ليس اختلاف تصوراتهم، بل رفضهم لهذا الاختلاف ومحاربته، فتنشأ القطيعة وتتولَّد الحروب، وإذا أردنا أن نزن الأشياء بميزان العلم، وهو مرجع هذا الكتاب والأصل الصحيح لتصوُّر الأمور، سنرى أنه يبحث الحياة من خلال ثلاثة أقسام: الأوَّل هو الأرض التي هي مسرح الحياة، والثاني: حقائق الحياة وآياتها، والثالث: قيم الحياة والصفات الروحية للنفس البشرية.
وأورد الكاتب في القسمين الأول والثاني الكثير من الحقائق الكونية عن الكواكب والشمس والنجوم، وخصائص الكرة الأرضية وثرواتها الطبيعية، ومراحل تطورها خلال الأزمنة الجيولوجية، بلغة علمية بحتة تُصوِّر الأرض كمجسَّم تكتمل ملامحه بنهاية هذا المبحث، وإحدى القضايا التي ناقشها هي نظرية التطوُّر، وتوهَّم فلاسفة القرن التاسع عشر أنها تُفسِّر معنى الحياة دون التسليم بوجود خالق أوجد الكون من عدم، وأرجع ذلك إلى المادية التي سادت هذا القرن فراح علماؤه يُفسرون النفس والروح تفسيرًا آليًّا.
أما قيم الحياة التي شملها المبحث الثالث، فهي الصبغة الروحية التي تُعطي للحقائق المُجردة النظرية قيمة ومعنى، وتُقنعنا دائمًا وأبدًا بأنَّ البقاء للأصلح والأعلم لا الأقوى، ذلك أن انهيار الإمبراطوريات المدنية الروحية أمام القوى البربرية، سببه انحطاط تلك الأمم وتركها للقيم، وليس قوَّة البربر.
الفكرة من كتاب العلم والحياة
في هذا الكتاب، جمع الدكتور علي مشرفة عدَّة رسائل له خطَّ فيها ملامح العلاقة الوثيقة بين العِلم وجوانب الحياة المُختلفة، ودوره الرئيس المهم في تطوير هذه الجوانب والنهوض بها، بدلًا من اتباع الحلول الوهمية التي لا تصلح للتطبيق على أرض الواقع.
مؤلف كتاب العلم والحياة
الدكتور علي مصطفى مشرفة: عالم فيزياء نظرية مصري، حصل على دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923، ثم كان أوَّل مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم بإنجلترا من جامعة لندن سنة 1924، لُقِّب بأينشتاين العرب لأن مجال بحثه ودراسته كان مُشابهًا لموضوعات أبحاث ألبرت أينشتاين، وعُيِّن أستاذًا بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثمَّ انتخب عميدًا لها سنة 1936، تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر منهم: سميرة موسى، وله مؤلفات عديدة قصد فيها إبراز أهمية العلم تُخاطب المُواطن البسيط: مثل كتاب “نحن والعلم”، وكتاب “العلم والحياة”، وله مؤلفات أخرى في مجالات الفيزياء والرياضيات مثل: كتاب “النظرية النسبية الخاصة”، وكتاب “الهندسة وحساب المثلثات”.