العلم والاعتقاد
العلم والاعتقاد
نحتاج إلى قدر من التصديق في حياتنا لتكوين معتقداتنا، التي تكمن أهميتها في الحفاظ على الهوية الذاتية وتعريفنا لأنفسنا، خصوصًا أننا لا نتمتع بالرزانة والقدرة المطلوبة لتقييم كل شيء بمفردنا دون الاستناد إلى أسس ما، كما أنها تعزز من عمق الروابط الاجتماعية بين الأفراد، وتساعدنا على السيطرة على مشاعر القلق والعزلة التي تنتابنا بالإشارة إلى وجود أفراد آخرين يتشاركون نفس المعتقد أو مجموعة الأفكار.
ويظل تأثير المعتقد المعتنق أو حتى المضاد لسنوات طويلة حتى بعد اندثاره، ومن المهم جدًّا معرفة صوره لتحديد مدى تأثيره، فالمعتقدان الرئيسان الموروثان للعقل الغربي هما التنويرية والرومانسية، والأولى كانت عن طريق العقل، والثانية أتت كرد فعل على المغالاة في النزعة العقلية عن طريق التجربة الذاتية.
نشأ المعتقد التنويري كرد فعل لسيطرة السلطة الدينية الكنسية على مجالات الحياة والعلوم المختلفة وجمودها، وبدأت مراحل تشكله بظهور الشك الديكارتي متسائلًا عن معيار الحقيقة نفسها، دافعًا الشك بكل حواس الإنسان، والتأكيد على قدرة العقل على استنباط المعرفة الحقيقية خالصة منه ثم تطبيقها على باقي الظواهر، وأكمل جون لوك باقي سماته بأن المعرفة تراكمية واللغة ناقل غير كفء لها، والإدراك الناقص للفرد يحول بينه وبين اليقين، الذي يتغير حسب ما يتفق أغلب الناس على تفسير واحد لتجربة ما، ووضع بيكون الأسس الممهدة لنشأة العلوم التجريبية الحديثة عن طريق منهجه العلمي التجريبي، الذي اتجه إلى الطبيعة لتفسيرها على شكل معادلات رياضية، ومال ناحية التشيؤ وهو رد كل الظواهر المدروسة إلى الطبيعة ونزع كل الصفات غير المادية منها.
ونشأت الرومانسية في القرن الثامن عشر محاربة ميكانيكا الكون وسيطرة المعادلات على المعرفة، وتبجيل الطبيعة ولكن من جانب ما تثيره من مشاعر لدى الإنسان والميل إلى ذاتية التجربة وعجز العقل عن إيجاد الخلاص، وتصالح المعتقدان بعد صراع مرير ولكن وجدا بنسب مختلفة من فرد لآخر.
ويتضح تركيز الخطاب على نقاط معينة لإقناع الفرد، مثل العقل والعلم والموثوقية والموضوعية البحثية عند التنويرية، والفردانية وتميز الفرد وجمال الطبيعة عند الرومانسية.
الفكرة من كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
إننا نعيش في عصر نتعرض فيه بصورة مباشرة ومستمرة إلى صور ممنهجة خارج إدراكنا، بهدف إقناعنا بتصديق فكرة ما أو بعمل فعل معين، وأسهل طريقة لإقناعنا هي إلباس هذه الصور لباس العلم الجاد الموثوق، ويتم خداعنا في كثير من الأحيان بعلم زائف أو ادعاءات كاذبة، ولكن بعد فوات الأوان وترك هذه الأفكار تؤثر في سلوكنا واتخاذنا للقرارات الخطرة، مثل ما يركز عليه هذا الكتاب في قضايا مثل التعليم، فكيف نستطيع التفريق بين العلم المستند إلى دراسات حقيقية وبين العلم الزائف؟ وما العوامل أو التصرفات التي نرتكبها ويستغلها المخادعون لإقناعنا؟ وما هي أشهر تكنيكاتهم؟ وماذا نفعل لنتأكد من صحة الدراسات في غير مجال تخصصنا؟
مؤلف كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
دانيال تي ويلينجهام: حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد عام 1990م، وكان أستاذًا لعلم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، وتختصُّ أبحاثه الأخيرة بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال حتى المرحلة الثانوية، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان اسأل العالِم المعرفي في مجلة أمريكان إديوكيتور، ومن أشهر كتبته: لماذا لا يحب الطلاب المدرسة؟
معلومات عن المترجم:
تخرجت صفية مختار في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 2007م. وفضلًا عن كونها مُترجِمة فهي كاتبة وشاعرة، نُشر لها العديد من الأعمال في الصحف، مثل صحيفة المصري اليوم وجريدة الشارع ومجلة كلمتنا ومجلة الثقافة الجديدة، ولها مجموعة قصصية بعنوان وسال على فمها الشيكولاتة.
عملت في مؤسسة هنداوي حتى عام ٢٠١٨ في وظيفة مُترجِم أول؛ إذ تولت ضمن فريق المترجمين بالمؤسسة مسؤولية ترجمة الكتب من مُختلِف المجالات، وتَرجمَت خلال حياتها المهنية العديدَ من الكُتُب مع مكتبة جرير، ومن ضمنها: المسار السريع للتسويق، والمسار السريع للأمور المالية بالإضافة إلى بعض روايات أجاثا كريستي.