العلم لا يعرف المسافات

العلم لا يعرف المسافات
لا تستطيع العين تمييز الأجسام البعيدة بسبب محدودية كمية الضوء الذي تستطيع شبكية العين استقبالها، ومن تلك الحقيقة انبثقت فكرة «التلسكوبات» التي تعتمد في عملها على وجود عدسة تجمع الضوء وتركزه في بؤرة واحدة، وأحيانًا توجد مرآة تعكس الصورة كما في حالة «التلسكوب العاكس».

وقد كان المعلم المذهل روجر بيكون | Roger Bacon أول من ابتكر «التلسكوب الانكساري»، في حين اخترع اختصاصي البصريات هانز ليبرشي | Hans Lippershey «تلسكوب الزجاج المنظوري الهولندي» القادر على تكبير الصورة حتى ثلاثة أضعاف، أما جاليليو جاليلي | Galileo Galilei -الأشهر في هذا المجال- فهو صاحب التلسكوب المكبر إلى العشرين ضعفًا، الذي مهد الطريق إلى علم الفلك.
وفي علم النجوم والأقمار يوجد ما يسمى بـ«التلسكوبات الراديوية»، وهي أشبه ما يكون بأطباق الأقمار الصناعية، إلا أنها قادرة على التقاط موجات الراديو السابحة في الفضاء، كإشارة “واو” التي سميت بذلك لأن العالِم الذي التقطها كتب هذا التعبير بجانب الإشارة المطبوعة من شدة حماسته، وموجات الراديو أعجوبة في حد ذاتها، وذلك لقدرتها على الانتقال إلى مسافات طويلة جدًّا دون أن يعوقها أي حاجز أو جدار، لذا تستخدم في البث الإذاعي والتلفزيوني وشبكات الواي فاي.
ومن المعلوم أن الشمس تبعث أشعة ضارة تعرف بالأشعة فوق البنفسجية، وللحماية منها ابتكر العلماء نظارات تحتوي عدساتها على جزيئات فوتوكرومية حساسة لهذه الأشعة، فتصبح العدسة داكنة عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى واقي الشمس الذي تعتمد فكرة عمله على ترشيح الأشعة فوق البنفسجية من خلال صدها ثم عكسها، مع العلم أنه لا يحجب الأشعة كليًّا، لكن لا بد أن يتسلل جزء منها إلى البشرة رغمًا عنه، إذ يسمح واقي الشمس -ذو عامل الحماية بدرجة 50- بمرور 50\1 من الأشعة، وهكذا أيضًا بالنسبة إلى الأنواع ذات عامل الحماية 30 و15.
الفكرة من كتاب لماذا الشوكة لا مذاق لها؟ وأسئلة فضولية أخرى لتفهم العلوم وأنت في المنزل
أحيانًا ينظر الإنسان إلى شيء يعيش معه منذ أعوام عدة، وربما يتناوب يوميًّا على استخدامه، ثم يطرق عقلَه فجأة سؤالٌ بشأن ماهيته أو طريقة عمله، لا يعرف من أين أتى السؤال ولا سبب انبثاقه في عقله، وفي الوقت ذاته لا يملك القدرة على صرفه أو الانصراف عنه أو حتى إجابته.
هذه الأسئلة البدهية الوليدة الفضول، العميقة المدى، يقدم الكتاب إجابات شافية تُسكتها، ومعلومات ربما لم يخطر لك في يوم أن تعرفها، إلا أنك بلا شك سترحب بمعرفتها.
مؤلف كتاب لماذا الشوكة لا مذاق لها؟ وأسئلة فضولية أخرى لتفهم العلوم وأنت في المنزل
دايفس بلوتشي: عالم فيزيائي ومعلم وكاتب وصحفي وناشر، وُلد في فيجنولا عام 1977، وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، يعمل حاليًّا باحثًا في علوم وتكنولوجيا المواد في جامعة مودينا وريجيو بإيطاليا، ويُجري أبحاثًا في مجال المواد الحيوية للأطراف الصناعية والطب التجديدي، ويُدرِّس الرياضيات والفيزياء في المدارس الثانوية، وله كتاب آخر بعنوان: «Guida ai luoghi geniali. Le mete più curiose in Italia tra scienza, tecnologia e natura per piccoli e grandi esploratori»
معلومات عن المترجمة:
منة ناصر: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وتعمل في الترجمة لدى مؤسسة «The Castle for Training & Translation»، ومن الأعمال التي ترجمتها:
شاطئ العزلة.