العلم الزائف
العلم الزائف
في عام 1997 بولاية كاليفورنيا، أقدم 39 شخصًا يطلقون على أنفسهم اسم “زملاء الدراسة” على عملية انتحار جماعية، بتناول جرعات قاتلة من الأدوية، ووضع أكياس بلاستيكية على رؤوسهم لتعجيل وفاتهم، مرتدين ملابس سوداء فضفاضة، ومغطين وجوههم بقطع من القماش الأرجواني.
وكان التساؤل لماذا قرر مجموعة من الأشخاص يعيشون حياة رغيدة ويمتلكون مهارات مربحة الانتحار؟
ذلك لأنهم اقتنعوا بفكرة مبنية على علم زائف لشخص يدعى مارشال أبلوايت، أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتنتقل أرواحهم على متن سفينة فضائية موجهة إلى الجنة متبعة مسار مذنب هالي بوب.
إذًا ما الذي جعل أعداد الناس القادرين على تمييز العلم الحقيقي عن الزائف تقل؟
قد يرجع السبب إلى انتشار العلوم الزائفة في عدة صور في المسلسلات والأفلام بمؤثرات خاصة تُنتج بشكل مقنع للغاية يجعل من الصعب حقًّا تفرقة الحقيقة عن الوهم، والعلم الزائف يقدم إجابات سهلة وفورية، لا تتطلب تفكيرًا نقديًّا ولا بحثًا، وكذلك لديه القدرة على إشباع الاحتياجات العاطفية والروحية بوعد منح الناس أشياء ليست موجودة بالأساس.
لذلك يحتاج الناس إلى قدر كافٍ من المعرفة العلمية، فمثلًا من لا يعرف أن قدرة حجر المغناطيس على جذب الحديد ترجع إلى الظاهرة المغناطيسية، قد يظن أنه مجرد حجر عادي ألقيت عليه كلمة أبراكادبرا لتحوله إلى حجر سحري.
ومع الأسف قد يسبب الإيمان بالعلم الزائف ضررًا بدنيًّا إذا تجوهل العلاج الطبي المبني على الأساس العلمي، واعتُمد على الطب البديل والعلاج الروحاني والجراحة النفسية، مما يضع اللاجئين للطب الزائف في مشكلة خطيرة مهددة لحياتهم، ويكون الوقت قد فات حتى يدركهم الطب الحقيقي.
قد يبدو الطب المعتمد على علم زائف ظاهريًّا في بعض الحالات ناجحًا، ولكنه في الوقع لا يحقق أي نجاح حقيقي، فالتحسن ليس مرتبطًا بالعلاج فربما ترجمت الراحة النفسية التي يقدمها لراحة بدنية، ربما يحدث التحسن فقط لو أننا آمنا بالعلاج بما يعرف باسم “تأثير العلاج الوهمي” وهو يشبه تأثير العلاجات الحقيقية لمستوى الكولسترول، وتحدث تأثيرات تراكمية معتمدة على الوقت، رغم أنها من الممكن أن تستثير ردود أفعال سلبية تسمى ب”تأثيرات العلاج الوهمي الضارة”.
الفكرة من كتاب الطفرات العلمية الزائفة: عندما يطمس العلم الحقيقي ويسود العلم الزائف
هل يمكنك أن تميز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف؟ هل تزعم أنك لا تتشبث بأي قناعات أو اعتقادات منافية للمنطق أو مبنية على أدلة مغلوطة؟ هل تساءلت يومًا لماذا يُعد التنجيم وعلم الأبراج أكثر رواجًا بين الناس من علم الفلك؟
في إطار سلس ومع الاستعانة برسوم كاريكاتيرية فكاهية، وضح المؤلفان ماهية التفكير العلمي وطريقة تطبيقه، وكيفية تمييز العلم الحقيقي عن غيره حتى لا تقع ضحية لمعتقد زائف، مع دحض بعض منها مثل فرضية الأطباق الطائرة، وتنبؤات الأبراج، وغيرها.
مؤلف كتاب الطفرات العلمية الزائفة: عندما يطمس العلم الحقيقي ويسود العلم الزائف
تشارلز وين: وُلد بمدينة نيويورك، وتلقَّى تعليمه في جامعة ميتشيجان، وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء.
يعمل أستاذًا للكيمياء في جامعة إسترن كونيتيكت ستيت، ونال تقديرًا على علمه ومنهجه في التدريس.
آرثر ويجنز : يعمل أستاذًا للفيزياء، ويشغل منصب رئيس العلوم الطبيعية في جامعة أوكلاند كوميونيتي بولاية ميشيجان، ونال جائزة أفضل مدرس.
اشتركَ المؤلفان في كتابة العديد من المقالات، والكتب العلمية مثل:
أكبر خمس مشكلات في العلوم.
أهم خمس أفكار في العلوم.
معلومات عن المُترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام ١٩٩٩م.
عمل على ترجمة ومراجعة الكتب من الإنجليزية إلى العربية في مجالات متعددة. تعاون مع مؤسسات مثل “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم” و”مجموعة النيل العربية” و”مكتبة جرير” في ترجمة العديد من الكتب، منها: المكتبة في القرن الحادي والعشرين، ورواية الاحتراق البطيء، البدايات: ١٤ مليار عام من تطور الكون.
يعمل حاليًّا في مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في وظيفة مراجع أول، حيث يتولى مسؤولية ضمان الجودة.