العلاقة بين تجار الإعلام وصنَّاع القرار
العلاقة بين تجار الإعلام وصنَّاع القرار
بدأت الحكومات في الغرب تستوعب أهمية وسائل الإعلام في تعبئة وحشد الشعوب نحو سلوك معين، لذلك حرصت الحكومات على استقطاب وسائل الإعلام وشركات الإنتاج منذ الحرب العالمية الثانية، فكانت هوليود في هذا الوقت تتبع وزارة الدفاع وتعمل بأمر مباشر منها، أما باراماونت التي كانت تحتكر صناعة السينما فكان يجب أن تتبع تعليمات الحكومة وقت الحرب العالمية الثانية في مقابل تأجيل تفكيكها إلى شركات إنتاج وشركات عرض.
ثم في الخمسينيات، كان اهتمام صناع القرار ينصبُّ على الطبقة المتوسطة والشباب، وانعكس هذا بوضوح في الأفلام والمسلسلات؛ فكانت السينما والتلفزيون موجَّهَين أكثر نحو الشباب، كما تم تقديم “الأنتي هيرو” في الأفلام؛ وهو شخصية رئيسة في القصة لكنه يفتقد مقومات البطل التقليدية كالشجاعة والمثالية، فأصبح البطل واقعيًّا وأكثر قربًا من الشباب حتى أصبحت الملابس التي يرتديها هي الزي الرسمي للشباب وطعامه المفضل طعامهم!
بعد ذلك منذ نهاية الخمسينيات إلى بداية الثمانينيات كانت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، كما انتشرت حركات السلام العالمي، في تلك الفترة قامت شركة والت ديزني بالتعاون مع الـFBI لأكثر من 25 عامًا قامت فيها الـFBI بمتابعة ومراجعة، بل وتعديل القصص التي تقوم شركة ديزني بتنفيذها للتأكد أنها تخدم مصالح وأهداف الـFBI، وكان صنَّاع الأبطال الخارقين يدعمون سياسات الدولة وقتها؛ فمثلًا كان “ستان لي” -صانع شخصية سبايدر مان وأيرون مان- مؤيدًا لسياسات الدولة وقتها؛ فسبايدرمان كان يحمي الدولة من الأعداء الروس، وكان أيرون مان يؤيد الحرب ويبيع الأسلحة للجيش الأمريكي.
أما في الثمانينيات قامت حكومة “رونالد ريجان” في الولايات المتحدة بالاستعانة بإعلاميين ذوي نفوذ وقدرة على التدخل في المناخ السياسي بشكل خفي غير مباشر، ووقع الاختيار على “روبرت مردوخ” مالك صحيفة نيو يورك صن وغيرها، وبالفعل دعم مردوخ الرئيس ريجان إعلاميًّا، بعد ذلك استحوذ مردوخ على شركة 20th century Fox وجمع مؤسساته الترفيهية فيها، كما دخل قطاع الأخبار بقناته Fox News، وبذلك أصبح له ثقل إعلامي كبير في دعم مرشحين بعينهم ليصلوا إلى المناصب التي يريدها مثل “باراك أوباما”، فبعد أن كان أداة في يد الدولة أصبح هو من يضغط على الدولة من خلال قنواته الإخبارية أو أفلامه.
الفكرة من كتاب الأشرار
هل شاهدتَ فيلم الجوكر أو فيلم ماليفيسنت أو حتى فيلم كرويللا؟ أصبح أشرار الأمس أبطال اليوم، وأبطال الأمس أشرار اليوم، هذه الظاهرة العكسية أصبحت تتكرَّر في كثير من أفلام السينما، حيث تكون شخصية شريرة هي بطلة الفيلم وتدور الأحداث حول الحياة الصعبة القاسية التي مرت بها الشخصية حتى أمست شريرة؛ فيتعاطف معها المُشاهد أو يقع في حبها في النهاية.
يناقش كتاب “الأشرار” هذه الظاهرة الغريبة من خلال رصد الأفلام التي ظهر فيها الشرير بشكل جذاب ومحبَّب للنفس، ثم يستعرض الأسباب التي تؤدي بنا إلى محاباة الأشرار والتعاطف معهم سواء أثناء مشاهدة الأفلام أو في حياتنا الواقعية، كما يتناول العوامل التاريخية والفلسفية التي هيَّأت العقل الغربي للتطبيع والتصالح مع الأشرار، وأخيرًا يتحدث عن العلاقة بين صناع القرار وتجار الإعلام التي يكون هدفها الأساسي التلاعب بالجماهير وتوجيه الرأي العام في اتجاهات معينة.
مؤلف كتاب الأشرار
عمرو كامل عمر: صيدلي وباحث وكاتب مصري، صدر له العديد من المؤلفات والكتب.
من مؤلفاته: كتاب “حصان طروادة”، وروايتا “1984” و”سينماتوغراف”.
كريم طه: خبير تسويق مصري.
محمد الهمشري: أخصائي أمراض نفسية مصري.