العلاقة بين المتعة والألم
العلاقة بين المتعة والألم
كشفت التطورات العلمية الأخيرة عن دور هرمون الدوبامين الذي يفرزه مسار المكافأة في المخ وعلاقته بالإدمان، إذ تبيّن أن دوره الأكبر يتمثل في دفع الشخص إلى الحصول على المكافأة، ومن دونه لن نرغب في شيء، والدليل على ذلك تجربة أُجريت على مجموعة من الفئران غير قادرة على إنتاج الدوبامين، وُضع أمامها الطعام، لكنها ماتت جوعًا لأنها افتقرت إلى الدافع الذي يحفزها على تناول الطعام، وهذا هو دور الدوبامين، ومن ثم أصبح يُستخدم الدوبامين لقياس إمكانية إدمان أي سلوك أو عَقَّار.
وبجانب اكتشاف الدوبامين، جاء الاكتشاف العصبي الأهم الذي مفاده أن كلًّا من اللذة والألم يُعالجان في مناطق متداخلة في الدماغ، كأنهما يقعان على طرفي نقيض من ميزان واحد. في البداية يكون هذا الميزان مُستويًا مع الأرض، ولكن عندما نشعر بالمتعة يُفرز الدوبامين وتميل كفة الميزان إلى جانب المتعة، وهذا ما لا يريده المخ، إذ يُريد أن يكون في حالة توازن، ومن ثم كل مرة يميل الميزان نحو المتعة، تبدأ آليات التنظيم في المخ بإعادة التوازن، ويحدث ذلك بميل الكفة بالقدر نفسه إلى جانب الألم.
وما إن يميل الميزان نحو الألم ستشعر برغبة في إعادة السلوك الذي تسبب لك في المتعة، والحل البسيط، افعل ذلك، ولكن هنا تظهر المشكلة، فالتعرض المتكرر لمُنبه المتعة نفسه يجعل الميل تجاه جانب المتعة أضعف وأقصر، أما الميل نحو جانب الألم فيصبح أطول وأشد، لكن لحسن الحظ يمكن للكفتين أن تتوازنا إذا انتظر الشخص وقتًا كافيًا يسمح لدماغه بأن يتكيف بمفرده ويُعيد التوازن الأساسي بين المتعة والألم، فالحقيقة أننا بحاجة إلى المتعة والألم معًا، لكن في عالمنا الآن نحاول تجنب الألم والحصول على المتعة طوال الوقت، وهذه مشكلتنا، فما الحل إذًا؟
الفكرة من كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
هل شعرت يومًا أنك تطارد المتعة التالية باستمرار، سواء كان ذلك من المخدرات أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى من التسوق؟ ماذا لو أخبرتك أن أصل هذا الإدمان يكمن في كيمياء دماغك؟
في هذا الكتاب، تحلل الدكتورة “آنَا لِيمبْكِي | Anne Lembke” العلاقة بين المتعة والألم، وتبحث عن العلم وراء رغبتنا النهمة في الدوبامين، ودوره في تطوير الإدمان، وكيف أن عالمنا الحديث يدفعنا دفعًا نحوه، ما يتركنا محاصرين في دائرة من الإدمان واليأس.
لكن لا داعي للقلق، فهذا ليس مجرد كتاب كئيب آخر عن مخاطر الإدمان، وإنما تُقدم الدكتورة استراتيجيات عملية لاستعادة السيطرة على دماغك وحياتك، والتحرر من قبضة الدوبامين وعيش حياة أكثر سعادة وصحة، والأهم، أكثر إرضاءً.
مؤلف كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
آنا ليمبكي: طبيبة نفسية أمريكية، تترأس حاليًّا عيادة للتشخيص المزدوج للإدمان بجامعة “ستانفورد | Stanford”، حصلت على البكالوريوس في العلوم الإنسانية من جامعة “ييل | Yale”، ثم درست الطب في جامعة “ستانفورد | Stanford”.
ومن أعمالها:
Drug Dealer, MD: How Doctors Were Duped, Patients Got Hooked, and Why It’s So Hard to Stop