العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام البديل
العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام البديل
هل من الممكن أن يتعايش الإعلام التقليدي والبديل معًا دون أن ينهي أحدهما وجود الآخر؟ سيكون الجواب عن هذا التساؤل مرتبطًا بالطريقة التي ستستجيب بها الوسائل التقليدية للحقيقة التي تقرر بأن تأثير الإعلام البديل فاق بكثير المساحة التي كانت تحتلها وسائل الإعلام التقليدية، فما أتاحته شبكة الإنترنت للإعلام البديل والجماهير من حيز للتعبير والتفاعل وسرعة النشر وانخفاض التكلفة لا يمكن للوسائل التقليدية أن تكون منافسًا له، خصوصًا إذا قررت رفض التعايش مع التطورات التي يفرضها واقع الإعلام البديل، ويجادل أنصار الإعلام التقليدي بأنه سيظل المصدر الموثوق للمادة الإعلامية التي يشرف على إخراجها محترفون في مجال صناعة الإعلام.
وفي إطار بحث هذه العلاقة يجب الإشارة إلى أنه ليس في صالح الإعلام التقليدي أن يقيم علاقته مع الإعلام البديل على أسس الصراع والرفض، وإنما عليه أن يسعى إلى التكامل مع الإعلام الجديد والاستثمار فيه. وتوجد ثلاثة اتجاهات ترسم شكل العلاقة بين الإعلام التقليدي والبديل، أولها الاتجاه الذي يبرر نشأة الإعلام البديل نتيجة لضعف الثقة بين الجماهير ووسائل الإعلام التقليدي، أما الاتجاه الثاني فيرى أن دور الإعلام البديل دور مكمل تفرضه التطورات التكنولوجية، ومن غير الممكن أن يحل محل التقليدي، وإنما يسلط الضوء على المناطق التي يغفلها الإعلام التقليدي المهني الذي لا غنى عنه، أما الاتجاه الثالث فيقصر دور الإعلام البديل على كونه مجرد إبداء للرأي، إذ يعطي للجماهير حرية المشاركة والتعبير، ويعد التكامل بين نوعي الإعلام هو الاتجاه الأقرب إلى البقاء والاستمرارية لما يكفله من مزايا الجمع بين فوائد كل منهما بما يخدم عملية تطور الإعلام بشكل عام.
الفكرة من كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
هل يمكن أن يؤدي انتشار ما يعرف بالإعلام البديل أو إعلام المواطن والشبكات إلى اختفاء مهنة الصحافة التقليدية، أم إن عصر التقارب والاندماج | Convergence الذي نعيش فيه هو الذي يفرض على الإعلام التقليدي أن يتعاون مع الإعلام البديل، للحفاظ على قاعدة جمهوره واستغلال المزايا التي تضيفها التكنولوجيا المتطورة إلى مجال الإعلام؟ فبرغم الاتهامات التي تطال الإعلام البديل بأن من الصعب التمييز بين الكذب والحقيقة من أخباره ومعلوماته، يوجد دفاع لا يمكن الاستهانة به عن دور الإعلام البديل بمساعدة الإنترنت في رفع الوعي والمساعدة في كشف التزييف، وتوفير مساحة واسعة للتعبير والاحتجاج، وهذا ما يحاول المؤلف توضيحه في هذا الكتاب من خلال إنزال الإعلام البديل منزلته الحقيقية دون تقديس أو إجحاف.
مؤلف كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
د. خالد محمد غازي: كاتب وصحفي مصري، حاصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، يعمل رئيسًا لتحرير وكالة الصحافة العربية، وجريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، نال جائزة الدولة للإبداع عام 1996، ومن مؤلفاته المنشورة في مجال الإعلام:
الإعلام الناعم.. كيف يمكن تشكيل العقول؟
صحافة الخط الساخن: أطر قديمة وأخرى مستحدثة.
الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات في الخطاب والطرح.
ولديه عديد من المؤلفات في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، منها:
الطيب صالح.. سيرة وشهادات من محطات العمر.
مي زيادة.. سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر.