العلاقة الزوجية
العلاقة الزوجية
التطور النفسي يساعد على تحسين جودة العلاقة الزوجية، فشتان ما بين زواج إنسان الغاب، وإنسان القبيلة، والإنسان المستقل، والإنسان المُستنير، فإنسان الغاب يتزوَّج للرغبة الجنسية فقط، وسرعان ما سيحل الفتور بالعلاقة بعد الزواج، أما في زواج إنسان القبيلة فتذوب الهوية والأهداف الشخصية للطرفين، أو يتنازل شخص عن هويته للآخر، أما في زواج الإنسان المستقل فيكون هناك احترام للطرف الآخر ولأهدافه الشخصية وهواياته وخصوصياته، ولكن هذه النزعة الاستقلالية قد تؤثر سلبيًا في العلاقة إن زادت.
وفي مرحلة زواج الإنسان المُستنير تكون العلاقة متكاملة، فيكون هناك استقلال وخصوصية كطرف، وفي ذات الوقت يكون هناك اندماج وترابط بين الطرفين بدرجة جيدة جدًّا، ولكي تتطوَّر في العلاقة الزوجية إلى هذه العلاقة المتكاملة يُنصح بالآتي: (خلق معنى مشترك، والتعمق في فهم الآخر، وممارسة الخلاف الإيجابي، وتقبُّل العيوب)، ويتم خلق معنى مشترك عن طريق: (الطقوس المشتركة، والهدف المشترك)، والتعمق في فهم الآخر عن طريق الاهتمام به وبهواياته وأهدافه الشخصية… إلخ، أما ممارسة الخلاف الإيجابي فتتم عبر ثلاث خطوات: (التعبير عن المشكلة، وفهم جذور المشكلة، والتعويض)، وأخيرًا تقبُّل العيوب يتم عبر: (النظر إلى الجانب الإيجابي من هذه العيوب، وتعلُّم إسعاد النفس، وتعلُّم المغفرة تجاه هذه العيوب)، وستجد في كل شيء جانبًا إيجابيًّا، فحاول أن تجد إيجابيات في عيوب الطرف الآخر، وتعلَّم إسعاد نفسك بأن تمارس ما تحب دون أن تطلب من الطرف الآخر أن يشاركك دائمًا، وأخيرًا تعلَّم المغفرة تجاه عيوب الطرف الآخر لأن هذا يساعد على استمرار العلاقة.
الفكرة من كتاب إنسان بعد التحديث
جيني وايلي فتاة لم تعِش طفولتها كالأطفال، فقد حبسها والداها طوال أعوام في غرفة دون أن تختلط مع أحد، أو تندمج مع العالم الخارجي، وحيدة تمامًا دون راديو أو تلفزيون أو ألعاب، أو إحساس بجو الأسرة. إلى أن جاء يوم ومرضت أمها وخرقت القاعدة واصطحبت جيني معها إلى المستشفى، فرأى أحد عمال الخدمة الاجتماعية تصرُّفات جيني المريبة، فاتصل بالشرطة وأبلغهم أن هذه الفتاة يحصل لها أمر مريب، فجاء رجال الشرطة وفتشوا البيت وانكشف الأمر وتم القبض على الأبوين.
ما يخصنا في هذه القصة هو أن جيني كانت موضع بحث وتجارب مهمًّا جدًّا لعلماء النفس والاجتماع، فقد وجد العلماء أن هناك مناطق لم تنمُ جيدًا في مخ جيني لعدم تمرين واستعمال هذه المناطق، وكانت تصرفات جيني أنانية وغريبة، فهي لم تعرف معنى المشاركة، وكانت تهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص، وهذا ما عاشته حتى أصبح عمرها 13 عامًا، وهنا يثور التساؤل: كيف يتطور الإنسان منذ ولادته؟ قد يكون هناك إنسان أفضل من آخر في شيء ما لأن الظروف والعوامل ساعدته على أن يتطوَّر في هذا الشيء.. وهذا ما سيحدِّثنا الكتاب عنه.
مؤلف كتاب إنسان بعد التحديث
شريف عرفة: هو فنان الكاريكاتير، وكاتب في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي.
حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي، وماجستير إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية، وبكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان.
درس إعداد البرامج التدريبية، وقدَّم عددًا من البرامج التلفزيونية، وحاضَر في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والشركات، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لأعماله.
تم ترشيحه لجائزة الصحافة العربية، وفاز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة “مانيسيا ميسير” للكاريكاتير الصحفي.
من مؤلفاته: “أن تكون نفسك”، و”لماذا من حولك أغبياء؟”، و”تخلَّص من عقلك”، وله ملخصات في موقع وتطبيق أخضر، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “لماذا من حولك أغبياء؟”.