العلاقة الإيجابيّة
العلاقة الإيجابيّة
من العجيب أن يُطالِب بعض الرجال بالفتاة المثالية، بل ويبدأ بوضع تصورات خيالية لفتاة كاملة الأوصاف لا وجود لها إلا في عقله! وفي مقابل أنه يريد فيها من المحاسن ما لا يُحصى، نجده شخصًا غير مسؤول طائشًا منفلت الأعصاب، ومن هذا المنطلق نقول إن الفتاة ليست سلعة، وأي استهتار من أي طرف في العلاقة سوف يجني الكوارِث بعد ذلك، ومما لا شك فيه أن دور الوَالدَين هنا مهم في توعية أبنائهما وزرع التفكير السليم بداخلهم نحو الزواج والمسؤولية.
ولكن دعونا ننوِّه بأن ما يجعل الأمور تسير نحو السلبية في العلاقة الزوجيّة، عدد من التصرفات، منها: أن يُبنى الزواج على أساس هش قابل للانهيار في أية لحظة، وأن يُقصِّر الإنسان في تقوى الله، وأن يكون الاختيار حسب المظاهر والمال والجمال وجعل الدين والأخلاق والأصول في آخر الأولويات، كذلك غياب لغة الحوار الإيجابي بين الشريكين، وانعدام الأمانة وعدم تقبّل نقاط الاختلاف، والتدخلات المفرطة من قِبل الأهل.
إنّ الزواج يبنى على اللين والود والتراحم، وهذا النمط الإيجابي من العلاقات موجود وليس صعبًا، فليس عليك أن تمشي مع التيار السائد حاليًّا الذي يصرفك عن التفكير الجيد تجاه الزواج ويجعلك تنظر بانهزام، بل أنت تستطيع أن تختار من يتناسب مع قيمك لتكوِّن أسرة دافئة وبيتًا سويًّا يسوده الود والرحمة والعاطفة.
ومما يزيد من الألفة بين الزوجين: التبسم، والاهتمام بأحوال الزوجة وإشباعها عاطفيًّا، كذلك الاستماع للطرف الآخر والتعاطف مع مشكلاته، والثقة المتبادلة، والهدايا الرمزيّة، والصبر وتقدير مجهود كلّ طرف، والاهتمام بالمظهر والنظافة الشخصيّة، والتراحم وقت الضعف والمرض. وحريٌّ بنا التطرّق إلى التنويه بأن التعامل مع مشاعر المرأة ليس موسميًّا حسب مزاج الرجل، فهي تريد الإشباع العاطفيّ الدائم بالكلمات الطيبة والمشاركة، واللمسة الحنونة، لا سيما أنها تتعرّض باستمرار لتقلبات مزاجية وهرمونية تجعلها حساسة ومتألمة من أقلّ الأحداث.
الفكرة من كتاب GPS كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج
من كوارث هذا العصر محدودية الفكر تجاه الزواج، أو بالأصح التصوّر السطحي والمثالي للحياة الزوجيّة، والنّظر في عيوب الآخر دون محاسبة النّفس على أي شيء يصدر منها، إذ إنّ اللغة السائدة في عصرنا هي لغة اللوم والتأنيب للطرف الآخر، وتجاهل السلبيات الناتجة من قِبل الذات، ولذلِك ينبغي نشر الوعي والثقافة التي تخصّ العلاقات الزوجيّة، ومعرفة حدودها وأنماطها الصحيّة السويّة.
مؤلف كتاب GPS كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج
علي موسى: كاتب مصريّ الجنسيّة، خبير في العلاقات وتطوير الذات، وتدور مؤلّفاته حول هذا النوع من الكتب، فقد ألّف كتاب: “تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية“، وكتاب”الزم حدودك.. روشتة واقعيّة للتعافي من العلاقات المؤذية“.