العلاقات فن وعطاء
العلاقات فن وعطاء
إدارة المرأة لعلاقاتها تحتاج منها إلى وقت وغاية سامية، فمن حولها علاقات كثيرة متعدِّدة ولها أدوار مهمَّة في حياتهم، ولأنها قد تكون حاملة لهمِّ الأمة فتحتاج إلى ترتيب علاقاتها، وأولى علاقاتها فهي بوالديها فيجب عليها برُّهما وإحسان معاشرتها لهما كما قال الله (عز وجل): ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، فلا خير في امرئٍ ما لم يكن له خير في أهله والتماس رضاهم.
وثانيتها صديقاتها، فالحياة رحلة وسفر تحتاج إلى رفيق وصُحبة قوية تركن إليها وقت الشدة، فهي علاقة مهمة وسلاح ذو حدين إما قوة لها وإما خسارة، لذا كي تفوز المرأة بصديقة صادقة صالحة عليها أولًا بالدعاء بالرزق بها، ثم تحدِّد أي أولويات تحتاج إليها في صُحبتها وأهداف تجتمعان عليها، وأول قاعدة في الصداقة أن تكون الغاية فيها عدم تخطِّي حدود الله وتكون عونًا للصديقتين فتتحابان في الله وتتفرَّقان عليه، كي تكونا من السبع الذين يظلهم الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في حديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم): “وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ”.
وقد ينزغ الشيطان بين الصديقتين أو يفسد من حولهما بينهما، فعليهما مواجهة الأمر متخذتين من قصص الصداقة في الإسلام عبرةً لهما، وتشير الكاتبة إلى صداقة حاتم طيء وأوس بن حارثة التي كانت علاقة صداقة وأخوة عظيمة قوية متينة ألطف ما يكون بين صديقين، فقال النعمان بن المنذر يومًا لجلسائه: لأفسدن ما بينهما، قالوا: لا تقدر على ذلك. قال: بلى فقلَّما جرت الرجال في شيء إلا بلغته، فدخل على أوس فقال: إن حاتمًا يزعم أنه أفضل منك، فقال: أبيت اللعن صدَق، ولو كنت أنا وأهلي وولدي لحاتم لوهبنا في يوم واحد؟ وخرج فدخل على حاتم فقال له مثل ذلك فقال: صدَق! وأين أقع من أوس وله عشرة ذكور أدناهم أفضل مني؟ فقال النعمان: ما رأيت أفضل منكما.
الفكرة من كتاب إِليكِ أنتِ
حين اخترع البشر دواء للمرض كان بسبب اكتشافهم وجود داء فبحثوا عن الداء وأصله وكيف يمتد ولمن، حتى يكون للدواء أثر شافٍ، وكذلك عِلل المجتمع- بل الأمة الإسلامية كَكُل منذ قديم الزمان- وتحاصره عدة أمراض غربية تنخر في قواه، ومن أهداف هذه الأمراض نزع هوية الأمة وهزيمتها، وإذا أردت أن تنتزع أصل كل بيت فخُذ مكان سيدته، لذا كانت المرأة المسلمة وستظل هي المستهدفة لكل عِلل ونزاعات الغرب حولها، مما آل إلى ظهور الفساد الخُلقي وتخلف المرأة عن دورها الأصلي وضياعها، حتى أصبح الانحراف الحديث إحدى سماتها الشخصية.
مؤلف كتاب إِليكِ أنتِ
د. ليلى حمدان: كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، فلسطينية، حاصلة على درجة الماجستير في الطب، لكن هذا لم يمنعها من الانشغال بطلب العلم الشرعي والدعوة والأدب والكتابة، عملت في مجال الدعوة في الغرب وعلى الإنترنت، وهي كاتبة بموقع تبيان، وقد صدر لها عدة كُتب منها:
نجوم على الطريق.
أمريكا التي رأيت.
المختصر في الملاحم والفتن.