العلاقات الصحية
العلاقات الصحية
تتطلَّب العلاقات الإنسانية درجة من الاعتماد المتبادل، حيث يتعلَّم فيها الأفراد تحقيق درجة من الأمان والاعتماد المتبادل مع حفاظ كل طرف على نموه وتطوُّره كفرد، والعلاقة القائمة على الاعتمادية فقط يعتبر أحد أطرافها أن نمو الطرف الآخر تهديد له، ومن هنا يتم التعامل مع المشكلات بمفهوم الأعلى والأدنى، حيث يتعامل الطرف الأدنى منهما بعدوانية تجاه الآخر في محاولة لتخفيف الشعور بالدونية، وتؤكد الأبحاث أن نوعية العلاقات مع الآخرين لها أثر قوي في شعور المرء بالسعادة، ومن المؤسف أن الكثيرين يقضون الكثير من أوقاتهم ويبدِّدون طاقاتهم لزيادة الثروة المادية دون إعطاء العلاقات ما تستحقه من حيِّز في أوقاتهم، ومن ثم يعانون عدم الشعور بالسعادة والرضا.
وعلى الرغم من أن الجهد المطلوب لإيجاد وخلق وتنمية العلاقات كبير، فإن العائد على هذا الجهد كبير جدًّا من استقرار وسعادة وثقة وأمان، ويرى ستيفن كوفي أن الإنسان بحاجة إلى بناء الثقة في علاقاته من خلال استخدام رصيده المصرفي الانفعالي، وذلك من خلال الاستماع إلى الآخرين ومساندتهم في وقت حاجتهم والمحافظة على أسرارهم ودعمهم لتحقيق أهدافهم وتطلُّعاتهم واحترام آرائهم والاهتمام بهم اهتمامًا صادقًا.
وبناء الثقة في العلاقات يتحصَّل بالإخلاص والصدق المتبادل، وثمرة ذلك الأمان وتقبُّل الاختلافات، ويتطلَّب ذلك التحلِّي الشخصي بالشجاعة والالتزام وضبط الذات والقدرة على التعاطف وتفهُّم مشاعر الآخرين، ويُعدُّ الاحترام جزءًا من أية علاقة أساسية قوية، وهذا الاحترام يتضمَّن احترام حق الشريك في الاحتفاظ بقدر من استقلاله وخصوصياته.
وحتى يتمكَّن المرء من بناء علاقات صحية لا بدَّ من أن يبدأ بذاته، وذلك على خلاف ما يقوم به الكثيرون من ملء الفراغ بداخلهم بالبحث عن آخرين، مما يؤول إلى الفشل لأنها علاقة غير صحية، فالطرفان غير متكاملين، ويتفاقم ذلك الفشل في أوقات الصعوبات، والنجاح في إقامة علاقات صحية قوية مع الآخرين أمر مهم للنجاح في مجالات العمل والحياة الشخصية، وفي السنوات الأخيرة أظهرت الشركات اهتمامًا كبيرًا بما يُسمَّى بالمهارات الناعمة، وتعني القدرة على التوافق مع الناس والتحلِّي بروح الفريق، وفي الآونة الأخيرة توسَّعت برامج الإدارة لتشمل نظريات الذكاء الانفعالي وتحسين مهارات التعامل مع الناس لدى القادة، وعلى الرغم من أن المهارات الجيدة في التعامل مع الناس أمر ضروري للعاملين على كل المستويات فلا غنى عنها بالنسبة إلى القادة.
الفكرة من كتاب النوع الآخر من الذكاء
كم من مسيرة مهنية أو علاقة أو زيجة أو صداقة دُمِّرت من أحد أطرافها، بسبب لحظة من الغضب أو التحدُّث بكلمات في لحظات انفعالية فأورثت الندم؟
يُعدُّ تأثير الانفعالات في الحياة فكرة ليست جديدة، لذلك من الضروري أن نعرف مواضع الانفعال ونحيد آثارها حتى لا تصبح معوِّقات لتحقيق النجاح، وفي هذا الكتاب يتناول الكاتب ماهية الذكاء الانفعالي والذات الإنسانية وكيفية تكوين علاقات صحَّة ووسائل إدارة الضغوط.
مؤلف كتاب النوع الآخر من الذكاء
هارفي دوتشيندورف Harvey Deutschendorf: مؤلف ومتحدث. عمل في مجال الذكاء العاطفي لأكثر من 10 سنوات، ومدير معتمد لـ BarOn EQI، وهو أول اختبار صالح علميًا للذكاء العاطفي معتمد من جمعية علم النفس الأمريكية.
من أهم كتبه:
Of Work and Men
The Other Kind of Smart