العلاج والقواعد الحوارية
العلاج والقواعد الحوارية
أما من أصيب بالشبهات، يجب عليه أولًا مراعاة التفكير الناقد والتوثيق العلمي للمعلومات والأفكار الواردة قبل أخذها على محمل الجد، ثم التوجه إلى سؤال المتخصصين لإزالة الإشكال والغموض المعرفي، بعد ذلك عليه مُراجعة جهود العلماء السابقة في الرد على قضية تتم إثارتها من القدم كالقدر ونفي الإرادة الإنسانية.
ثم يرد المتشابه من الآيات إلى المُحكم، ويبتعد عن انتقاء واجتزاء النصوص من سياقاتها والنظر إلى مجمل النصوص الشرعية، وفي حال عدم معرفة جواب شُبهة ما يجب التماسك أمام تلك الشُّبهة لأن الإيمان لا يُهدم بالجملة، ويجب أن تبصر مآلات الانتقال إلى الموقف الشكي الإلحادي المخالف، وأخيرًا لا بد من التفريق بين الشبهة والوسواس الطارئ الضعيف.
أما أصحاب الشبهات فإننا نحتاج إلى مُعاملتهم بشكل أو بآخر، لنصحهم أو لرد باطلهم عن الناس، فيلزم أن نتعلم القواعد الحوارية لمجادلتهم، وذلك يكون على خطوات: الخطوة الأولى هي استيعاب مذهبه ومادته، والخطوة الثانية هي الاتفاق على مساحة مشتركة ينطلق منها الحوار، أما الخطوة الثالثة هي تحرير محل النزاع والنقاط الخلافية، والخطوة الرابعة التدقيق في كلامه والتركيز لصياغة ردود نقدية قوية، ثم الخطوة الخامسة عدم الاكتفاء باتخاذ الموقف الدفاعي، بل وجّه له أسئلة هجومية تكشف قصور معالجته وثغور آرائه.
الخطوة السادسة في الرد عن أصحاب الشبهات هي عدم التسليم بمقدمات باطلة، لكي لا تلزمك بنتائج باطلة، ولا بد من طلب الدليل على ادعاءاته أو صحة نقله، وأخيرًا التنبه من الاستدلال الانتقائي للنصوص الشرعية، ولا شك أن فضل رد الشبهات على أصحابها كبير جدًّا، فهو صورة من صور الجهاد في سبيل الله والدفاع عنه دينه، واقتداء بوظيفة الأنبياء في تبيين الحق وإزالة التصورات الباطلة.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.