العلاج مسؤولية
العلاج مسؤولية
هناك مثل صيني يقول: “أخبرني سأنسى.. أرني فقد أتذكَّر.. ولكن أدمجني فسأعي وأفهم”، وهذا ما نرغب به في أثناء العلاج السلوكي للأطفال، فلكلِّ اضطراب حل معيَّن عن طريق المحاكاة على أرض الواقع.
هناك مشكلة مثل مشكلة الاكتئاب تظهر عادةً لدى الأطفال في شكل يأس وإحساس بالدونية وانخفاض في مستوى الطاقة، ويمكن أن تعتمد خطة العلاج هنا على تعديل الأوضاع البدنية بجعلها ملائمة تتسم بالرغبة في الحوار بدلًا من أن يغطي الطفل وجهه أو يشيح بيديه، كما تطلب الجلسة تبادل النظر والاحتكاك البصري، وفي نهاية الجلسات من المهم أن يشجِّع المعالج الطفل بعبارات الثناء والمكافآت المادية.
أمَّا في حالة الطفل الخجول والمنعزل، فلا بد أن نولي العلاج اهتمامًا شديدًا لا سيما أنهما مصاحبان لاضطرابات أشد خطورة، فالانطواء المرضي يحتاج إلى حوار ومبادلة للكلام الودي والتشجيع على إظهار الاهتمام بالآخرين، ويمكن أن يتم العلاج في هذه الحالة على لعب الأدوار ووضع واجبات منزلية خارج العيادة حتى يكتسب الطفل مهارات اجتماعية من خلال التطبيق.
وفي حالة الطفل المذعور فإننا نحتاج إلى الصبر لمعالجته، لذا حاول أن تعالج كل خوف على حدة فالمخاوف لا تُعالَج في وقت واحد! كما يمكنك أن تعرِّض الطفل تدريجيًّا لموضع خوفه وكن متدرِّجًا معه في العلاج حسب ردَّة فعله كل مرة.
إن إقامة علاقة متينة ورابطة بين الطفل وأهله تسهم في العلاج السلوكي، فالتعاقد السلوكي ربما يؤدي لتماسك الأسرة، ونظام التعاقد يقوم بعدة عوامل منها: تحديد الهدف المطلوب من كل شخص سواء كان الطفل أو المعالج أو الوالدين، كما أن خطة العمل تستثير الهمة وتجعل الجميع يرغب في الإنجاز، كما أنها تجعل كل طرف مراقبًا للآخر، ما يزيد الاهتمام بالخطة العلاجية.
ويساعد نظام التعاقد على توقُّع سلوك الآخرين، وهو يجعل عملية العلاج مشتركة ومسؤولية عامَّة، فلكي نحقِّق النتائج المرجوَّه يُفضَّل أن يكون التعاقد السلوكي مكتوبًا، وأن تتوافر فيه المشكلات المحورية المطلوب علاجها، والأهداف والتدعيمات التي يمكن الحصول عليها عند القيام بالسلوك المرغوب مقابل عقوبات أيضًا عند التخلُّف عن المطلوب، ثم يتم تحديد فترة زمنية معيَّنة لتقييم الأداء.
الفكرة من كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
إن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى معاملة خاصَّة لأن هذه الفترة تحديدًا من أعمارهم تكون حساسة وتُبنى فيها نظرتهم إلى الحياة، وقد يتعرَّضون للمشكلات النفسيَّة والاضطرابات خلال هذه المرحلة، وهنا يأتي دور الأهل في تسليط الضوء على العلاج والحلول بدلًا من الجزع والإهمال.
يعرض لنا هذا الكتاب الكثير من الأساليب العلاجية السلوكية التي من المهم أن نكون على دراية بِها لكي نتعامل مع الاضطرابات التي تحدث للأطفال والمراهقين.
مؤلف كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِِحَ كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه”، و”علم النفس والإنسان”، و”العلاج النفسي الحديث”.