العلاج الوهمي

العلاج الوهمي
عندما كان أستاذ طب التخدير في جامعة هارفارد “هِنَرِي بِيتْشَر | Henry Beecher” في الحرب، اعتمد على إعطاء الجنود المصابين محلولًا ملحيًّا إلى جانب طمأنتهم بأن آلامهم ستشفى عما قريب، ونجحت تلك الحيلة نجاحًا معقولًا، فقرر دراسة العلاج الوهمي بعد الحرب ووجد أن نحو ثُلث المرضى الذين تناولوا العلاج الوهميّ تحسّنوا بسبب توقعاتهم بالشفاء، لكن أغلب الدراسات رفضت هذا الأمر. إذ يصنع العلاج الوهمي المعجزات مع أمراض معينة ولا يؤثر في أمراض أخرى، ويؤثر في الأمر كذلك نوعه، فهل هو حبة دواء أم حقن أم كريم ولو كان حبة دواء فما لونها وغير ذلك من العوامل المختلفة، لذا يعاني العلاج الوهمي وصمتي عار هما اللا واقعية والخداع بالرغم من نجاحه أحيانًا.

كما اكتشف العلماء أن أدمغتنا تصنع مُسكنات ألم خاصة بها، فهل يمكن أن تُفرز هاتين المادتين بفعل العقاقير الوهمية؟ لمعرفة الإجابة اشترك عالما الأعصاب “جُونْ لِيفِينْ | John Levine” و”هَوَارْدْ فِيلدز | Howard Fields” مع جراح فم يُدعى “نِيُوتُنْ جُورْدُنْ | Newton Gordon” لاختبار الفكرة بإعطاء عقار وهمي للأشخاص المتعافين من جراحة فم، وقيل لهم إنه مسكن وحقنوا بعض المرضى بالنالوكسون الذي يُستخدم لحجب تأثيرات الأفيون، وأفلح المُسكن لكن ليس عند المرضى الذين حُقنوا بالنالوكسون.
فإذا كان الشفاء الوهمي من الألم مجرد نسج من خيال المريض، فيجب ألا يحدث حاجب تأثير المورفين أي اختلاف بين من أُعطوا العقاقير الزائفة، ولكنه مع ذلك أحدث اختلافًا وهو ما يُشير إلى أن التعافي من الألم بفعل التوقعات كان حقيقيًّا بقدر كافٍ ليحجب بطريقة كيماوية حيوية. وتبيّن أن العلاج الوهمي يتحسن بسبب كفاءة العلاج الحقيقي الذي يحاكيه، وهذا العلاج يدين بجزء من كفاءته لتوقعاتنا المتعددة الطبقات، المترسخة في معتقداتنا الثقافية عن الطفولة والشيخوخة وفكرتنا عما يبدو عليه الشعور الصحي وخرافاتنا.
الفكرة من كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
يسعى هذا الكتاب إلى فك الاشتباك بين التفاعل المُعقَّد لما نعتقد أنه سيحدث وما يحدث فعلًا، من خلال الكشف عن القوى غير المرئية للتوقعات التي تشكل هويتنا وأفعالنا ومستقبلنا، وذلك بالتطبيق على عديد من المجالات مثل الرياضة والطب وغيرهما.
مؤلف كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
كريس بيرديك: صحفي أمريكي مستقل يكتب عن العلوم والصحة والتكنولوجيا والتعليم، عمل محررًا في مجلة The Atlantic وMother Jones، وظهرت قصصه في Boston Globe، وWashington Post، وغيرهما. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب من جامعة “هَارْفَارْد | Harvard”، ودرجة الماجستير في الصحافة من جامعة “سْتَانْفُورْد | Stanford”، وكتابه هذا هو مؤلفه الوحيد.
معلومات عن المترجم:
عُمَر فَايِد: مُترجِم مصري، وُلِدَ في مدينة دمياط وحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي في جامعة المنصورة عام 2010، ثم حصل على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل بعدها مُترجمًا مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019. ومن ترجماته:
مت فارغًا.
شهادة زور.
إذن بالشعور.