العلاج النفسي الفردي
العلاج النفسي الفردي
يُعرف “ولبرج” العلاج النفسي بأنه شكل من أشكال العلاج ذو صيغة انفعالية لإنشاء علاقة مهنية مع المريض بهدف استبعاد أو تعديل سلوك شاذ أو تأجيل ظهور أعراض موجودة، ومن ثَمَّ التوصل إلى نمو إيجابي في الشخصية، ويعرفه “روتر” بأنه نشاط مخطَّط يقوم به المعالج لتحقيق تغييرات في الفرد وجعل حياته بنَّاءة وسعيدة، ورغم اختلاف تعاريف العلاج النفسي وتعدُّد مناهجه وأدواته يتفق جُل المعالجين على تحقيق أهداف معنية؛ ومن هذه الأهداف تقوية دوافع المريض لفعل الصواب وهو من أقدم أغراض العلاج النفسي، وتيسير التعبير عن مشاعره دون إحراج أو ضيق، بل يرى أتباع مدرسة التحليل النفسي أنه شرط أساسي في العلاج، وتشجيع المريض على اتخاذ القرارات وتدعيم قدرات النمو والتطور لديه، ومن الأهداف كذلك تصحيح الأفكار الخطأ وتعديل البناء المعرفي واستبدال عادات جديدة إيجابية بالعادات السلبية المبنية على خبرات خاطئة، ورفع وعي المريض بذاته واكتشاف ميوله واتجاهاته ومواطن القوة والضعف وصقل مواهبه الفطرية، وتنمية مهارات التواصل مع الآخرين مع دعم التوكيدية الذاتية في التعامل معهم.
ويعتمد تحقيق تلك الأهداف أو بعضها على عدة عوامل تتعلق بالمريض أو بالمعالج أو بالمشكلة نفسها؛ ففاعلية العلاج أكبر بين المرضى الأذكياء، كما أن قوة الدافع والرغبة في الشفاء شرط مهم لنجاح العلاج، ويظهر أثر ذلك في المثابرة وتحمل مصاعب العلاج والتغلُّب على مشاعر الإحباط والقلق، وكذلك فإن السن الصغيرة لا سيما فئة الشباب بما يمتلكون من مرونة وقوة دافعة تسهم في نجاح العلاج، كما تسهم مهارة المعالج وخبرته وتحليه بالصدق والتعاطف، أي الاستجابة المتفهِّمة لمشكلات المريض والدفء (وهو تقبُّل غير مشروط لمشكلة المريض والتقدير الشخصي والاحتواء)، وغيرها من الأوصاف التي تسهم بنصيب وافر في نجاح العلاج، وكذلك فإن نسبة النجاح وزمن العلاج يتفاوتان حسب شدة المرض وطبيعته؛ فالأمراض العصابية أكثر قابلية للعلاج من الأمراض الذهانية، والاضطرابات الناشئة عن تلف عصوي يصعب علاجها.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.