العلاج الدوائي والسلوكي
العلاج الدوائي والسلوكي
يتم اختيار العلاج بناءً على شدة الوسواس أو ضعفه، فإمَّا أن يكون علاجًا معرفيًّا سلوكيًّا فقط، أو علاجًا معرفيًّا سلوكيًّا مقترنًا بالعلاج الدوائي، فإذا كان المريض صغيرًا في العمر يُفضِّل الطبيب استخدام العلاج المعرفي السلوكي فقط، فالعلاج السلوكي يشمل التعرُّض للشيء المثير حتى يختفي القلق تمامًا، ويصل المريض إلى درجة لا يخاف بها من الشيء الذي يثيره، إضافةً إلى جعل المريض يتوقَّف عن طقوسه الدفاعية، أما العلاج المعرفي فهو يساعد على تغيير المعتقدات الخاطئة والمفاهيم الشخصية غير الصحيحة حتى يتعدَّل سلوك المريض.
وبالنسبة للعلاج الدوائي فقد يتسبَّب في رفض المريض لزيارة الطبيب، وقد لوحظ أن الوساوس ترمز إلى شيء ما داخل المريض وتجعله يقاوم الإقلاع عنها، وهنا يأتي دور الطبيب في معرفة أسباب الرفض.
وعلاجات الوسواس لا تؤدي إلى الإدمان كما يعتقد البعض، حتى وإن كان لها أعراض جانبية فهي تزول بعد عدة أيام، ومن المهم عدم وقف الدواء إلا بعد الاستشارة الطبيَّة حتى لو اختفت الأعراض.
وكثير من مرضى الوسواس يخفون أعراض المرض، ولا يزورون الطبيب إلا بعد سنوات من المعاناة!
والمعاناة هنا تختلف من مريض إلى آخر، فهناك مريض تزداد وساوسه في أوقات وتختفي في أوقات أخرى، وهناك أيضًا من يعاني بصورة مستمرة ودائمة، وبنسبة 25% فإن مرضى الوسواس يتحسَّنون تحسُّنًا ملحوظًا، بينما من يرفض العلاج الدوائي أو السلوكي من الممكن أن ينتكس، ولن تتقدَّم حالته.
ويتم عمل برنامج علاجي لكل مريض، بحيث يبدأ البرنامج العلاجي بتقييم مقدار معاناة وضيق وقلق المريض، وهذا ما يحدِّده المريض بنفسه حسب حدَّة وساوسه بحيث يشير إلى العرض مع درجة قوَّته، فيذكر نوع وسواسه وأمثلة لما يشتمل عليه ويضع هذا في جدول، ويصنع نفس الشيء بالنسبة للأفعال القهرية والسلوكيات التجنُّبية، ثم يتم البدء بعلاج أكثر عرض مزعج، ومن المهم أن يتحلَّى المريض بالصبر ويسلِّم لقضاء الله.
الفكرة من كتاب الوسواس القهري.. دليل عملي للمريض والأسرة والأصدقاء
إن مرض الوسواس القهري من أشد الأمراض التي قد يتعرَّض لها الإنسان، ويحتاج وقتها إلى العون والمساعدة والتفهُّم ممن حوله، لأنه يُصارع آلامًا نفسية لا حصر لها!
كما أن درايته بأبعاد المرض تُعدُّ خطوة جيِّدة حتى يتعامل مع حالته النفسية بالشكل السليم، ففي هذا الكتاب يعرض لنا الدكتور محمد شريف سالم كل ما يخصُّ مريض الوسواس بشكل مُبسَّط ويسير.
مؤلف كتاب الوسواس القهري.. دليل عملي للمريض والأسرة والأصدقاء
محمد شريف سالم: مصري الجنسية، وهو أخصائي الطب النفسي، تقع عيادته في مدينة الإسكندرية بمصر.
من مؤلفاته: “وسواس الطهارة والصلاة“، و”الطفل العنيد، المشكلة والحل“.