العلاج الخلوي
العلاج الخلوي
عام ١٩٣١، أُطلق على بول نيهانس، الطبيب السويسري، أبُ العلاج الخلوي؛ بعد أن نجح بالمصادفة في زرع نسيج غدة درقية لعجل في مريض مصاب بتلف في غدته الدرقية، واشتُهر جون برينكي بـ”طبيب غدة الماعز” الذي كان يزرع أنسجة من خصية ماعز لعلاج العقم، ويُقال إنه أجرى ١٦ ألف عملية! وسُحبت منه رخصة مزاولة المهنة لاعتبارات أخلاقية ومهنية، وقد أدَّت عمليات زرع الخلايا لوَفَيَاتٍ كثيرة نتيجة التفاعلات التحسُّسية المناعية العنيفة والعدوى البكتيرية والڤيروسية، لذا كان العلاج الخلوي محل جدل وتشكيك حتى يومنا هذا.
العلاج الخلوي هو عملية إصلاح المرض من جذوره باستبدال الخلايا المعيبة أو استئصالها لأن العقاقير لم تَعُد تصلح، وله أشكال متعددة مثل زرع خلايا ناضجة كما في نقل الدم، ورزع خلايا جذعية كزرع نخاع العظام، وما زالت الأبحاث قائمة لزرع خلايا حيوانية أو بشرية مُعدَّلة كالخلايا المنتجة للأنسولين لعلاج مرض السكر، ومن مصادر الخلايا الجذعية البشرية الحية الأجنة الميتة والمُخلَّقة بالتلقيح الصناعي لأغراض البحث والأجنة الناشئة من نقل النواة إلى البويضة (كاستنساخ النعجة دُوللي)، وكل هذه المصادر حولها جدل أخلاقي وديني، وعليهما تقوم القوانين والآراء السياسية في كل دولة؛ فهناك دول سنَّت قوانين صارمة تحظر الأبحاث المعمولة على الأجنة، ودول تفتح الباب على مصراعيه لمثل هذه الأبحاث.
في عام ٢٠١٠، أجرى فريق برئاسة الطبيب هانز كيرستيد عملية زرع خلايا بشرية مأخوذة من الجهاز العصبي لمصابين بتلف الحبل الشوكي، بعد نجاح هذه العملية في فئران التجارب ومع ذلك، لا يُتوقَّع أن يحصل شفاء تام لهم ولكن إعادة بعض الوظائف العصبية، وهي تجربة تُنبئ عن مستقبل جيد لعلاج إصابات الحبل الشوكي بالخلايا الجذعية، تسعى معظم الأبحاث الخلوية لزراعة خلايا جذعية لأعضاء تالفة دون أن تتعرَّض لرفض الجهاز المناعي، والعلاجات الخلوية موجودة لكن ما زالت في طور التجريب، وتستهدف أمراضًا مثل: السكر وضمور العضلات ومرض باركنسون وأمراض القلب والأوعية الدموية.
الفكرة من كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
الخلايا هي اللبنة الأساسية المكوِّنة لأجسام الكائنات الحية، ولكنها ليست كيانات مصمتة تتراص جنبًا إلى جنب، بل هي نظام عجيب يجري فيه الكثير من الأحداث المثيرة والباهرة.. فممَّ تتركَّب الخلايا؟ وكيف تعمل؟ وهل تجارب العلاج الخلوي يمكن أن يقفز بها الأطباء من زراعة الأعضاء إلى زراعة الأنسجة والخلايا لعلاج كثير من الأمراض المستعصية من قَبيل علاج المثْل بالمثْل كعلاج أمراض الكبد بخلايا كبدية، كما عبَّر أحد الأطباء؟ يحاول هذا الكتاب المكثَّف وضع إجابات مفتاحية لتلك الأسئلة.
مؤلف كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
– تيرينس آلن Terence Allen: عضو الجمعية البريطانية لعلم الأحياء الخلوي، وجمعية الكيمياء الحيوية والجمعية الملكية للدراسات المجهرية، له أكثر من مائتي ورقة بحثية في مختلف المجلَّات الأكاديمية.
من مؤلفاته:
Microscopy.. Very short introduction.
– جراهام كاولينج Graham Cowling: أستاذ دراسات عليا للطلاب المتخصصين في أبحاث السرطان في كلية الطب بجامعة مانشستر، وكان يعمل قبلها متخصصًا في علم الأحياء الجزيئي في المختبرات الصناعية والأكاديمية، وألَّف عددًا من الأوراق البحثية.