العقيدة الطهرانية وصياغة الفكر السياسي الأمريكي

كانت معتقدات المجتمع الطهوري الأول تؤمن بأنهم جنود المسيح المكلفون ببناء دولة أمريكا، وأن الله منحهم رسالة حكم العالم تمهيدًا لتأسيس مجتمع عالمي عادل، وعلى الرغم من أن أمريكا مجتمع علماني يفصل بين الدين والدولة، فإن هذه العقيدة الدينية المسماة بالدين المدني امتزجت بالسياسات الداخلية والخارجية، وشكلت الأساس الأيديولوجي والاستراتيجي لدولة أمريكا. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

والدين المدني دين أمريكي بحت يدعم العمل السياسي الذي ينفذ الخطة الإلهية لغزو العالم، وهو أداة التلاحم الاجتماعي بين الأجناس المتعددة من الشعب الأمريكي، وأداة تغلّبهم على النزعات الانفصالية وإقامة أمة موحدة. الأمر الخطير أن الأمريكيين وظفوا هذه العقيدة لتبرير حملات الإبادة الوحشية للهنود الحمر للاستيلاء على أراضيهم، وكذلك الحملات التبشيرية خارج أمريكا، التى اعتبرت من هُم على غير عقيدتها أعداءً لها، وما زالت أمريكا حتى يومنا هذا تستغل هذه العقيدة لفرض هيمنتها على دول العالم، لتجبرهم على الاصطفاف وراءها ودعم سياساتها الديمقراطية ونشر قيم الحرية وحقوق الإنسان. 

حاول الكثير من المفكرين السياسيين لفت أنظار العالم لهذا الخطر حتى قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وذلك لأن أمريكا تعتبر نفسها المدافع الأول عن الحرية، مما يستوجب توسعها خارج أمريكا لهداية العالم إلى طريقها المستنير، وتنظر إلى كل من يعارض سياساتها على أنهم أعداء الحرية والديمقراطية، مما يفسر عداوتها الأبدية مع الشيوعية والمعسكر الاشتراكي وكذلك التوجهات الإسلامية، ودخولها ضدهم في مجابهات عسكرية دفاعًا عن العالم الحر الذي تمثله أمريكا.

هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.

الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها: 

“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“. 
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.