العقل فوق الحدود المادية

العقل فوق الحدود المادية
للتوقعات آثار عظمى في مجال الرياضة وفي دفع الحدود الجسدية، لذا تُعد محاولة وضع حدود للقدرات البشرية أمرًا مثبطًا للعزيمة، فإذا نظرنا إلى القرن الماضي سنجد أننا قطعنا أميالًا كثيرة وكسرنا أرقامًا قياسية عدّة، لكن الحال اختلفت الآن وقلّت وتيرة الأرقام القياسية الجديدة، فما العمل؟ أنغير القواعد أم نغير أجسامنا وعقولنا؟

إذا كان اللاعبون الرياضيون يقتربون بحق من حدود البشر الطبيعية جسمانيًّا، فإن كسر هذه الحدود ربما يعتمد على العقل، فإن فكرة أن القلب والرئتين والعضلات هم فقط المتحكمون في التعب لم تُعجب الطبيب “تِيمُوثِي نُوكِس | Timothy Noakes”، ووجد ضالته في مقال لعالم الفيزياء “أَرْشِيبَالْد فِيفْيَان هِيل | Archibald Vivian Hill”، الذي كتب أنه عندما يُصبح مخزون الأكسجين غير كافٍ يبدأ القلب في التقليل من طاقته لتجنب الإرهاق، أي إن هناك آلية تُبطئ من سير الأمور عند اللزوم.
يرى “نُوكِس” أن هذه الآلية جزء من الدماغ، إذ يشعر الدماغ بالتعب المُتوقع، ومن ثم يتحكّم عامل الترقب، الذي يُسمى “الحاكم المركزي”، في قدرة الجسد على الاحتمال من خلال هذه التوقعات، وسمّى “نُوكِس” هذه النظرية نظرية الترقب عن بعد. فإذا كنت عدَّاءً متمرسًا فسيستخدم دماغك خبراتك السابقة في العدو قبل كل سباق، حتى يتسنى له التنبؤ بالوقت الذي سيتمكن فيه الإرهاق من رئتيك، وبالوضعية التي ستكون عليها قدماك وإلى أي مدًى سوف تحتاج إلى بذل قصارى جهدك، ومن ثم سيكيف توقعاتك المبدئية ليضمن قدرتك على إنهاء المسافة.
السؤال هنا: هل يمكن خداع هذا الحاكم المركزي بحيث يُبقي التعب بمنأًى عنا؟ نعم، وأُثبت هذا الأمر من خلال تجارب أخذ فيها الرياضيون دواءً وهميًّا على أنه دواء قوي سيُحسِّن الأداء، وبالفعل حدث تحسن في أدائهم، ما أثبت أن التوقعات هي التي تضع أطر حدودنا البدنية، أي إن العقاقير الوهمية لا تهب القوة أو السرعة، وإنما تحفز الرياضيين على بلوغ ما يملكون من قدرات كامنة.
الفكرة من كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
يسعى هذا الكتاب إلى فك الاشتباك بين التفاعل المُعقَّد لما نعتقد أنه سيحدث وما يحدث فعلًا، من خلال الكشف عن القوى غير المرئية للتوقعات التي تشكل هويتنا وأفعالنا ومستقبلنا، وذلك بالتطبيق على عديد من المجالات مثل الرياضة والطب وغيرهما.
مؤلف كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
كريس بيرديك: صحفي أمريكي مستقل يكتب عن العلوم والصحة والتكنولوجيا والتعليم، عمل محررًا في مجلة The Atlantic وMother Jones، وظهرت قصصه في Boston Globe، وWashington Post، وغيرهما. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب من جامعة “هَارْفَارْد | Harvard”، ودرجة الماجستير في الصحافة من جامعة “سْتَانْفُورْد | Stanford”، وكتابه هذا هو مؤلفه الوحيد.
معلومات عن المترجم:
عُمَر فَايِد: مُترجِم مصري، وُلِدَ في مدينة دمياط وحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي في جامعة المنصورة عام 2010، ثم حصل على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل بعدها مُترجمًا مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019. ومن ترجماته:
مت فارغًا.
شهادة زور.
إذن بالشعور.