العقل غير مُصمَّم للتفكير!
العقل غير مُصمَّم للتفكير!
يعدُّ المخ غير مصمَّم من أجل التفكير، وإنما لينقذك من الاضطرار إلى التفكير، لأن المخ في الحقيقة ليس جيدًا جدًّا في التفكير، فالتفكير بطيء مقارنةً بعمليات المُخ الأخرى كالإبصار والحركة، إلا أن الناس يستمتعون بالمجهود الذهني إذا كان ناجحًا؛ فيروقهم حلُّ المشكلات، لكن لا يروقهم تناوُل مشكلات غير قابلة للحل، فنحن “فضوليون بالفطرة، لكننا لسنا مفكِّرين أَكْفاء بالفطرة؛ فإن لم تتوافَر الظروف المعرفية المناسبة، فسوف نتحاشى التفكير”.
والسؤال هُنا.. إذا كُنَّا سيئين في التفكير، فكيف نحل مُشكلاتنا؟ الإجابة أننا نتغلَّب على الصعوبات التي نواجهها معتمدين على الذاكرة، فمعظم المشكلات التي نواجهها هي مشكلات حللناها من قبل، ومن ثم فإننا نفعل أمورًا عملناها في الماضي.
ونأتي إلى سؤال مهم لماذا لا يحب عدد كبير من التلاميذ المدرسة؟ فتناول المشكلات ذات المستوى المناسب من الصعوبة أمرٌ محبَّب، بَيْدَ أن تناول مشكلات بالغة السهولة أو بالغة الصعوبة شيء غير محبَّب، ولا يمكن للتلاميذ اختيار تجنُّب تناول هذه المشكلات بالطريقة التي عادةً ما يستخدمها الكبار؛ فإذا كانت المهام الدراسية التي يجب على التلاميذ تأديتها، عادةً ما يشوبها قدرٌ من الصعوبة البالغة، فلا غرابة إذًا في عدم اكتراثهم بالمدرسة. إذًا ما الحلُّ؟ هل نقدِّم للتلميذ مهامَّ أسهل؟ بإمكاننا أن نفعل هذا، لكن يتعيَّن علينا أن ننتبه إلى ألا نجعلها بالغةَ السهولة لدرجة أن تصيب التلميذ بالملل.
الفكرة من كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
كم مرَّة في طفولتك شعرت أنك غير سعيد في أثناء ذَهابك للمدرسة؟ كم مرة شعرت أن المدرسة لا تُوظف قدراتك على نحو صحيح؟ هذه المشاعر بلا شك قد مررنا بها خلال طفولتنا، لكن لماذا إذًا يشعر الأطفال تجاه المدارس بهذه المشاعر؟ وما الذي يُفرِّق المُدرس الجيِّد من غيره؟ ولماذا يجلس الطفل أمام فيلم الكارتون ساعتين، لكنَّه لا يطيق الجلوس للاستماع إلى درس لا يتجاوز نصف ساعة؟
في هذا الكتاب يسعى مؤلفه إلى مساعدة المعلمين على تحسين ممارستهم عن طريق موضوعات متنوِّعة من أجل الوصول إلى معرفة كيفية عمل عقول التلاميذ، وكيف يستخدم المعلم هذه المعرفة ليكون معلِّمًا أفضل؟
مؤلف كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
دانيال تي ويلينجهام Daniel T. Willingham: كاتب وطبيب نفسي، وُلد عام 1961، حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد، وهو حاليًّا أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، واليوم تخصَّصت أبحاثه بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان «اسأل العالِم المعرفي» في مجلة «أمريكان إديوكيتور»، وفي عام 2017 عُين عضوًا في المجلس الوطني لعلوم التربية.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها:
الإدراك.
عقل القراءة.
متى يمكنُ الوثوقُ بالخبراء؟
تربية الأطفال الذين يقرأون.