العقد النفسية
العقد النفسية
العقد النفسية ليست أمراضًا نفسية أو اضطرابات، ولكن إن تُجُوهلت تؤدي إلى أمراض على المدى البعيد، وتختلف أشكالها وأنواعها من شخص إلى آخر، فهناك عقدة الشكل، وهي أحد أشكال عقدة النقص، يدخل فيها الشخص بمقارنة تلقائية مع الآخر، ويشعر بأن شكله غير كافٍ لإرضائه أو إرضاء المجتمع من حوله، مغفلًا أن معايير المجتمع للجمال متغيِّرة متقلِّبة، وأن الإعلام ومواقع التواصل خلقت نمطًا مختلفًا للجمال، ومن علامات هذه العقدة: الهوس باستخدام الفلتر، والتصوير من زوايا معيَّنة، والحفاظ على الخروج بشكل مثالي، وربما لن تستطيع الفتاة الخروج للتسوُّق إلا وهي تضع مكياجًا كاملًا، ومن الصعب جدًّا أن تتقبَّل شكلك، إن لم تُعِدْ صياغة المفاهيم المتعلقة بالشكل، وتذكَّر دائمًا أن الشكل يُملُّ منه في النهاية، وإن تقبَّلت نفسك ورأيت جمالك الداخلي سيراك الجميع جميلًا.
وهناك عقدة الاستحقاق، فعندما لا يعرف الإنسان قيمة نفسه سيبدأ باستمداد تلك القيمة من مصادر خارجية، ومن هذه المصادر الخارجية: السلطة؛ فتقول لنفسك: يجب أن أصل إلى منصب كبير كي أكتسب قيمة، والشهرة والشهادة التعليمية، فمجتمعنا يقدِّس المشاهير، وأصحاب الشهادات ويبخس حق الباحثين والمفكرين، وهناك عقدة المثقف، وهو شخص يقرأ كثيرًا بلا قياس على الواقع، ودون خوض تجارب ذاتية، فيصبح مثل الببغاء الذي يردِّد كلمات لا يعرف لها أبعادًا، ويعشق بأن يُنادى بالقارئ أو المثقَّف لأن ذلك يمدُّه بالاستحقاق، واعلم أنك مهما امتلكت من مصادر الاستحقاق الخارجية ستظل ناقصًا في أغوار نفسك، لأنك لم تعرف قيمة نفسك.
وهناك عقدة الطفل، وهي عندما يصل الإنسان إلى سن الرشد، وما زال يحتفظ بسلوكيات غير ناضجة، والطفل يتشرَّب دون وعي النمط الفكري والسلوكي والشعوري للأبوين، وبسبب تعامل الآباء الخاطئ مع الأبناء ستجدهم ينفصلون عن الواقع، ويتجهون إلى العالم الافتراضي، فالألعاب الإلكترونية تجعل الطفل يعيش في عالم يكون البطل به، وهناك المسلسلات والإنمي التي يرتبط فيها الطفل بشخصيات تعبر عن حقيقته التي تم طمسها، ويقدِّس الأبطال لأنهم انعكاس لنواقصه، والانغماس في العالم الافتراضي يجعلك تكره الواقع الحقيقي، وتعاني الكسل، وتعيش في سردية الخيال، وكل ذلك يبعدك عن ذاتك الحقيقية.
الفكرة من كتاب عقدك النفسية سجنك الأبدي
يمتلك الجميع مخاوف تسيطر على حياتهم، ربما تتحوَّل إلى عقد إن لم يفهموها ويحاولوا الخلاص منها، والعقد النفسية هي بمنزلة سجن للذات، تجعلك تكبت مشاعرك، وآراءك، وتخشى البوح بها لأحد، ومن خلال صفحات هذا الكتاب ستعرف العقد النفسية، وتفهمها وتحلِّلها لتعرف أيًّا منها تعاني، كما سيعرض الكتاب كيف تشوَّهت مفاهيم الرجولة في المجتمع، والصراع الذي تمر به الأنثى، وكيف تم تلقيننا الموروثات والمعتقدات لنصبح نسخة من الأبوين، كما ستجد شرحًا مفصلًا لأساليب التحاليل والتلاعب العاطفي في العلاقات، وستعرف ما عقدة الطفل والخضوع والاستحقاق، وسيتحدَّث الكتاب عن الموضوع الشائك؛ الجنس والتحرُّش الجنسي، وستجد إجابة عن تساؤلاتك مثل: كيف تعرف شغفك وتكون واقعيًّا؟ وكيف تفكِّك عقدك وتسحق مخاوفك؟ ولذا استعد لخوض رحلة البحث عن ذاتك وفهمها والتحرُّر من قيودك داخل صفحات هذا الكتاب.
مؤلف كتاب عقدك النفسية سجنك الأبدي
يوسف الحسني: اسمه الكامل “يوسف خالد فؤاد حسن”، وشهرته: “يوسف الحسني”، وهو طبيب، ومحلل، ومفكر حر، ومعالج نفسي كويتي، حاصل على بكالوريوس طب عام وجراحة من جامعة الكويت، ومتدرِّب بالعلاج السلوكي الإدراكي في معهد بيك بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعتمد بالتحليل النفسي -امتياز مع مرتبة الشرف- في المملكة البريطانية المتحدة، وباحث في الطب النفسي الإكلينيكي، ومستشار تطوير الذات في البورد العربي، ويعتمد على المنهج التحليلي لاستعراض ما يعانيه المرضى خلف أبواب العيادات بأسلوبه الشخصي (التحليل النفسي الطبي الواقعي)، ولديه مدوَّنة على الإنترنت ينشر عليها مقالاته، ويعد كتاب “عقدك النفسية سجنك الأبدي” هو الكتاب الوحيد المنشور من أعماله حاليًّا.