العقاب والتساهل
العقاب والتساهل
عادةً يتصرف الأبناء بشكل سيئ للحصول على انتباه الآباء إذا كانوا لا يستطيعون الحصول عليه عندما يقومون بسلوكيات جيدة، لذا فالصراخ عليهم مدعاة لاستمرارهم بنفس السلوكيات وشعورهم بالاستياء من والديهم،وتوجد طرق لتدريب أبنائك على السلوكيات الجيدة، مثل: المدح الوصفي؛ يفضل معاملة الطفل بإيجابية حين يسيء التصرف بالبحث عن الأفعال الحسنة التي فعلها، كأن تقول “يسعدني أنك لم تلجأ إلى الشتائم رغم أنك في غاية الغضب”، وإعادة المشهد مع تبديل سلوك صحيح بسلوكه الخطأ وعدم السماح له بأي شيء آخر قبل أن يفعل ذلك، دون انتقاد أو صراخ، والحزم، فيجب الالتزام بتنفيذ الأمر الذي تقرره، فلا تقل لا لشيء ستوافق عليه بعد قليل ولا تستسلم لمحاولات الطفل، وعلِّم أولادك ضبط النفس وتوجيه الغضب في شيء غير الشجار والصراخ كاللجوء للجري أو الرسم، وغيِّر الجو العام للبيت لأنه لن يساعد إذا كان مليئًا باللوم والنكد، وحدد المكافآت والعقاب فهي الطريقة المثلى لتعليم ضبط النفس، وعليك بالتأني والهدوء، فحين تدرك أن المشكلة هي تدريب أبنائك فلن تستعجل الأمر.
وتوجد علاقة مباشرة بين الشعور بالذنب والإفراط في التساهُل، فيحاول الآباء تعويض أبنائهم عن شدة انشغالهم عنهم، بالهدايا والألعاب والتلفاز والكمبيوتر والملابس والرحلات والأطعمة غير الصحية وكل ما يحبه الأطفال ويُسعدهم وإن كان يضرهم، وقد أثبتت الأبحاث والتجارب أنه كلما ازدادت الفترة التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات، ساءت العلاقة بينهم، كما أن لها تأثيرًا ضارًا في نمو المخ، وتلتهم الساعات التي كان يمكن استغلالها في الرياضة أو الألعاب التخيلية أو القراءة، كما أن التعرض للعنف، ولو بكمٍّ بسيطٍ بشكل مستمر، ضار ومؤذٍ، فيجب وضع قواعد لتقنين الجلوس أمام الشاشات، وبدلًا من إلهاء الأولاد بها حتى تنجز مهامك، يمكنك إشراكهم فيها، ما قد يتطلب وقتًا أطول، لكن علاقتك بهم أهم، ويجب وضع الكمبيوتر في غرفة عامة مع حجب المواقع الضارة على الإنترنت، ولطبيعة العصر المادية والاستهلاكية، قد يرغب الأولاد في شراء ملابس باهظة الثمن مثلًا فليس عليك الموافقة، ولكن حدد قدرًا معينًا من المال من أجل الملابس وإن أردوا شيئًا أكثر سيكون عليهم الادخار للحصول عليه بأنفسهم.
الفكرة من كتاب كيف تكونان أمًّا وأبًا أفضل
كتاب “كيف تكونان أمًّا وأبًا أفضل” يمكننا اعتباره كتيب إرشادات للوالدين، يساعدهما على تهيئة البيئة المناسبة وإيجاد طريقة التعامل المناسبة مع الأطفال، خصوصًا من تتراوح سنهم بين الثالثة والثالثة عشرة، فهي السن التي تتشكل فيها العادات التي تُشكل في ما بعد شخصية الإنسان، يُقدم الكتاب نصائح كثيرة للتعامل في المواقف المختلفة لأنه خلاصة التجربة الشخصية للكاتبة وخلاصة النصائح التي قدمها لها خبيرا التربية (نويل جانيس نورتون ولوك سكوت).
مؤلف كتاب كيف تكونان أمًّا وأبًا أفضل
كاساندرا جاردين، صحفية بريطانية تكتب مقالات في مجلة التلغراف اليومي (Daily Telegraph)، كما أنها كاتبة للسلسلة المشهورة “إرشاد الوالدين”، توفيت عام 2012 وقد أمضت عشر سنوات في الكتابة عن الأمومة والأبوة، ولديها خمسة أبناء.
معلومات عن المترجم:
منى برهان الدروبي، ولدت في مدينة حمص السورية، ثم انتقلت للإقامة في القاهرة، حصلت على التوجيهية ثم ليسانس آداب اللغة الإنجليزية في جامعة عين شمس، نُشرت لها مقالات في صحيفة الأهرام، والحياة، ومجلة نصف الدنيا. اتجهت إلى الترجمة بعد دراستها للترجمة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.