العقائد الصهيونية
العقائد الصهيونية
من المهم التفرقة بين أقسام الصهيونية الغربية، فمن جهة هناك صهيونية غير اليهود الذين توصَّلوا إلى الصيغة الصهيونية الأساسية وينظرون إلى اليهود باعتبارهم مادة بشرية ويطلق عليها الصهيونية المسيحية، وعلى الجانب الآخر هناك صهيونية اليهود في الغرب وهم اليهود الذين تبنَّوا الصيغة الصهيونية الأساسية، وهم إما يهود غرب أوروبا التوطينيين، أو يهود شرق أوروبا الاستيطانيين.
والصهاينة اليهود ينظرون إلى اليهود باعتبارهم شيئًا مقدَّسًا، فهم يهوِّدون الصيغة الصهيونية الأساسية عبر إسقاط مصطلحات الحلولية الكمونية اليهودية عليها، وبالعودة إلى الثالوث الحلولي: الإله– روح الشعب– التوراة والتراث، ومع ذلك فمن المألوف أن تمتزج هذه الرؤية الحلولية بالرؤية المادية فيصبح ممكنًا التعبير عن الأمور المادية بطريقة روحية أو العكس.
في هذا الإطار يذكر الكتاب عددًا من العقائد اليهودية أو ذات الصبغة الصهيونية، أساسها جميعًا العقيدة الألفية، وهي الإيمان بأن العالم يشهد بنهاية كل ألف سنة انتهاء دورة زمنية بحيث تصاحب هذه النهاية عادةً أحداث ضخمة، وعلى الرغم من أن جذور هذه العقيدة يهودية فإنها أصبحت فكرة مركزية في المسيحية البروتستانتية كذلك، حيث يرى البروتستانت أنه حينما يعود المسيح المخلص في الرؤية اليهودية أو الملك الألفي، فسيحكم العالم كملك مقدس لمدة ألف عام يسود فيها السلام.
بعد ذلك يظهر المسيح الدجال، وعقيدة المسيح الدجال هي عقيدة مسيحية صهيونية بصورة ملموسة، إذ إنها تضع اليهود في مركز الدراما الكونية الخاصة بخلاص العالم، ولكنها مع ذلك تعاديهم إذ تراهم تجسيدًا للشر في التاريخ فتنَصُّرهم شرط أساسي للخلاص، وهذا المسيح الدجال وفقًا للعقيدة سيدخل معركة ضد ملوك الأرض الذين يساعدهم الشيطان في معركة تسمى “هرمجدون”.
وهرمجدون هي مدينة في فلسطين تقع بالقرب منها عدة جبال ذات أهمية استراتيجية للمعارك العسكرية في العالم القديم، وهي المكان الذي ستكون فيه المعركة الفاصلة بين ملوك الأرض تحت قيادة الشيطان ضد الإله ويشترك بها المسيح الدجال، وتنتصر في هذه المعركة قوى الخير فيسود السلام في الأرض لمدة ألف عام ثم تكون الأرض الجديدة والخلود.
ولا ننسى هنا أن نذكر العقيدة الاسترجاعية، وهي الفكرة الدينية التي تذهب إلى أن تحقُّق العصر الألفي مرتبط شرطيًّا باسترجاع اليهود إلى فلسطين، وهذا الإيمان مبني على أن اليهود هم شعب الله المختار، وفلسطين هي أرض الله التي وعدهم بها، وهذا الفكر الحلولي يتعامل باعتبار اختيار الله لليهود ليس منوطًا بأفعالهم الشريرة أو الخيِّرة، فهي مسألة عضوية تتجاوز الخير والشر.
الفكرة من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: النص الكامل للمخطوطات الصهيونية للسيطرة على دول العالم
في عام 1897م، عقد الاجتماع الأول بين زعماء الصهيونيين لدراسة الخطط التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية، بقيادة زعيمهم هرتزل وبحضور ثلاثمائة من أعتى حكماء صهيون ممثلين عن خمسين جمعية يهودية، ومنذ ذلك الوقت عقد ثلاثة وعشرون اجتماعًا بين زعماء الصهيونيين، لتقرير الخطة السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داوود، فكان آخرها المؤتمر الذي عقد في الرابع عشر من أغسطس 1951م، لبحث مسألة الهجرة إلى إسرائيل ومسألة حدودها، وهذه الخطط هي سبب وضع هذا الكتاب.
في هذا الإطار يروي الكتاب تاريخ إنشاء الحركة الصهيونية ومراحل تكوُّنها، كما يشتمل على شرح الخطط المتفق عليها، والتي تتلخَّص في تدبير الوسائل للقبض على زمام السياسة العالمية من وراء القبض على زمام الصيرفة، وفي هذا كذلك تفسير للمساعي التي انتهت بقبض الصيارفة الصهيونيين على زمام الدولار في القارة الأمريكية ومن ورائها جميع الأقطار.
وعلى الرغم من أن الكثير من الجدل قد أثير حول الكتاب، حيث شكَّك البعض في صحة مصادره وشبَّهوا نصوصه بنصوص بعض الكتب التي سبقت ظهوره بنحو أربعين سنة، بينما رأى المرجِّحون بصحة الوثائق أنها لم تأتِ بجديد غير ما ورد في كتب اليهود المعروفة، مثل التلمود، وكتب سنن اليهود، فمما لا شك فيه كما يقول تشيسترفيلد: “إن السيطرة الخفية قائمة بتلك البروتوكولات أو بغير تلك البروتوكولات”.
مؤلف كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: النص الكامل للمخطوطات الصهيونية للسيطرة على دول العالم
أوسكار ليفي: هو طبيب وكاتب يهودي ألماني، ولد في ستارجارد عام 1867م، وقد درس ليفي الطب في فرايبورغ، ثم ترك ألمانيا عام 1894م إلى المملكة المتحدة وأيرلندا، ولكنه عاد إليها مرة أخرى في 1915م.
وفي عام 1920م، عاد أوسكار ليفي إلى المملكة المتحدة مرة أخرى لكن تم ترحيله منها في العام التالي إثر تقديمه لمنشور معارض من كتابة جورج بيت، عندها انتقل ليفي إلى فرنسا.
عرف عن أوسكار كونه تلميذًا لفريدريك نيتشه، حيث تعرَّف على فكره للمرة الأولى عن طريق أحد مرضاه عام 1905م، وقد ترجم عددًا من أعماله إلى الإنجليزية، وكان من معاونيه فرنسيس بيركلي، وويليام هوسمان، وهيلين زيمرمان، وغيرهم، ولكن أهم أتباعه كان أنثوني لودوفيتش.
تُوفِّي ليفي عام 1946م بعد عودته إلى المملكة المتحدة حيث عاشت ابنته في أكسفورد مع زوجها ألبي روزنتال، وحفيده هو مقدِّم التلفزيون الرياضي جيم روزنتال.
معلومات عن المترجم:
محمد خليفة التونسي: من مواليد قرية تونس بمحافظة سوهاج في مصر عام 1915، تخرج في كلية دار العلوم وأنهى دراسته العليا بها عام 1955.
كتب التونسي الشعر منذ كان في المرحلة الثانوية، ونشر له عدد من الدواوين الشعرية مثل ديوان “العواصف”، وديوان “الأنوار المحمدية”، كذلك فهو من قدَّم أول ترجمة عربية لكتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” وقدمه أستاذه الأديب المعروف “عباس محمود العقاد”.
كانت مهنة محمد التونسي الأساسية هي التدريس، ولكنه عمل في نهاية حياته بمجلة “العربي” في الكويت تحت رعاية الشيخ جابر الصباح حتى توفي عام 1988.