العصا والجزرة
العصا والجزرة
إن أسلوب العصا والجزرة أو كما يُطلِق عليه الكاتب نظام التشغيل موتيفيشن 2.0 يعتمد على تقديم المكافآت، ووضع العقوبات المناسبة للأشخاص، ومراقبتهم عن كثب لجعلهم أكثر إنتاجية، وهذا ناسب الأعمال الروتينية التي كانت تتم خلال القرن العشرين، ولكن مع تطور العصر ودخول التكنولوجيا بدأت مشكلات هذا النظام تظهر، فتبعًا لعلماء السلوك فإن ما يفعله الإنسان في العمل أو التعلم يتبع أحد المنهجين، إما أن يكون “لوغارتميًّا” يحتاج إلى مجموعة محددة من التعليمات تنتهي بنتيجة معينة، وإما “استكشافيًّا” يحتاج إلى تجربة عدة احتمالات وابتكار حلول جديدة،
وهذا النهج هو المناسب مع عصرنا، ويتطلب الالتفات إلى ما توصل إليه “هارلو” حول تعزيز المحفز الداخلي، ولكن هذا الأمر لا يعني أن نظام التشغيل موتيفيشن 2.0 أصبح غير مُجدٍ، بل كما أوضحت الباحثة “تريزا أمبايل” بجامعة هارفارد أن أسلوب العصا والجزرة مناسب مع الأعمال اللوغارتمية، ولكنه يُعد كارثيًّا مع الأعمال الاستكشافية.
هناك عدة أسباب أخرى تجعل أسلوب العصا والجزرة ذا تأثير ضار من نواحٍ عدة؛ من الناحية المادية: وجد الباحثون أن الاعتماد على المكافآت المالية في رفع الأداء في الشركات يُكلف الكثير من المال، ولا يُعطي أداء مرتفعًا غالبًا، وهذا ما أكده أربعة من أشهر الاقتصاديين بعد إجرائهم تجربة على مجموعة من الأشخاص تفاوتت درجة تحفيزهم بالمال، فوجدوا أن المكافآت القليلة والمتوسطة تعطي تقريبًا الأداء نفسه، والمكافآت العالية تجعل الأداء سيئًا، ولأن الكثير من الشركات تعد المكافآت المالية حجر الأساس في تحفيز موظفيها، وجب لفت نظرهم إلى أن هذا الأسلوب قد يكلف الكثير من الخسائر المستقبلية، فهو يجعل الموظفين يركزون على الأهداف القصيرة المدى، ولا يلتفتون إلى الأهداف البعيدة المدى التي تحقق النجاح، أما من الناحية الأخلاقية فإن أسلوب العصا والجزرة يجعل البعض يتخذون مسارات غير أخلاقية، لنيل المكافأة وتجنب العقوبة، فقد يحقن أبطال الرياضة أنفسهم بـ”السترويد” للحصول على حوافز الأداء الضخمة، الآن قد يُفكر البعض أن هذه الأمور غير الأخلاقية لن تحدث خوفًا من العصا أي العقاب، وهذا صحيح أن العقاب قد يَحُد من حدوث الأمور غير الأخلاقية، ولكنه لا يمنعها، بل إن الدافع الأخلاقي الداخلي هو ما يُحفزنا على الالتزام بالقوانين.
فقد يحقن أبطال الرياضة أنفسهم بـ”السترويد” للحصول على حوافز الأداء الضخمة، الآن قد يُفكر البعض أن هذه الأمور غير الأخلاقية لن تحدث خوفًا من العصا أي العقاب، وهذا صحيح أن العقاب قد يَحُد من حدوث الأمور غير الأخلاقية، ولكنه لا يمنعها، بل إن الدافع الأخلاقي الداخلي هو ما يُحفزنا على الالتزام بالقوانين.الفكرة من كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
الفكرة من كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
يعتقد البعض أن ما يُحفزنا نحو فعل شيء ما هو رغبتنا في الحصول على المكافأة أو الخوف من العقوبة، وترسخ هذا الاعتقاد في أذهاننا حتى بات ما يُخالفه ضربًا من الهذيان، ومن هنا بدأ الكاتب بحثه عن صحة هذا الاعتقاد، وهل هناك مُحفزات أخرى يمكن أن تكون سببًا في قيامنا بالأمور؟ وما تلك المحفزات وكيف نفعلها؟ كل هذا وأكثر يُجيب عنه الكاتب في رحلته لكشف الحقيقة المُدهشة عن التحفيز.
مؤلف كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
دانيال إتش. بينك: كاتب مختص بالكتابة في مجال الأعمال والإدارة، وتُعد مؤلفاته من الأكثر مبيعًا حول العالم تبعًا لمجلة نيويورك تايمز، عَمِل قبل تفرغه للكتابة رئيس تحرير ومراجعة قانون وسياسة مجلة يال، ثم قرر بعدها ترك ممارسة القانون واتجه للعمل في مناصب السياسة والاقتصاد، وكان آخر منصب تقلده هو كتابة خطابات نائب رئيس الولايات المتحدة آل جور.
من مؤلفاته:
كتاب عقل جديد كامل: لماذا سيحكم المبدعون المستقبل؟
When: The Scientific Secrets Of Perfect Timing
To Sell Is Human: The Surprising Truth About Moving Others