العشرة الطيبة مع المرأة
العشرة الطيبة مع المرأة
في عالم الخلق الأول خُلقت حواء من آدم عليهما السلام، فصار التوافق بين الزوجين كما بين آدم وحواء، فلا تكتمل نفس أحدهما إلا مع الآخر، فشرع الله الزواج، وجعل زوجتك أمانتك، لقد تركت بيت أهلها طمعًا في صحبتك، وبحثًا عن الاستقرار، فكن لها الفارس النبيل، وإياك أن تخيب الآمال، واجعل أيها الزوج قدوتك الرسول الكريم وسلفك صفوة التاريخ، واعلم دائمًا أن من تعاشرها ليست آلة للخدمة والترفيه، فإن لها نفسًا مثلك ترضى وتسخط، فبقدر ما تسعدها يعود ذلك عليك، وحتى لو كانت نفسك ممتلئة بالعواطف والنيات الحسنة ولكن مخفية في داخلك، فليس لها قيمة، فالعليم بالبواطن يطلب عمل الظاهر، واكتم مشاعرك غير المرغوب فيها بقدر ما تستطيع، وما كنت تحرص عليه عند بداية العلاقة بينكما من تأنق في الملبس وتخير للألفاظ، وحرص على توصيل المشاعر لا تتركه أبدًا.
وكن أيها الزوج عونًا لها في الشدائد، عاملها باحترام وتقدير كما تعامل الصديق الحميم، تضمن منها التكريم، وإذا جلست أوسعت لها، يدم لك قربها وقبولها، فالقلوب جُبلت على حب من أحسن إليها، وحاول أن تتذكر دائمًا البدايات مع زوجتك، وكيف ارتاح لها القلب، ولا تجعلها تتنهد في حسرة وتقول: “واشوقاه للبدايات”، فإكسير السعادة عندها هو الكلمة، وإفساد طبائعها أيضًا بالكلمة، فالله لم يخلق لنا العواطف إلا لنتبادلها، ولقد كان هدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ مع أصحابه وأزواجه مثالًا لإظهار المودة والتعبير عنها بكل الوسائل تصريحًا وإشارة بالقول والعمل.
فالمرأة لم تُخلق من أجل الرجل، كما أن الرجل لم يخلق للمرأة، ولكن كلًّا منهما خلق لعبادة الله، لكن الله قد جعل لكل منهما حاجة إلى الآخر، لذلك يجب أن تُحترم المرأة لنفسها، وتقدر بقدر ما تسدّ به حاجة الرجل، فمسكين وألف مسكين رجل لا امرأة له، أو له امرأة لا يستمتع في دنياه بخيرها، فقال أبو سليمان الداراني: “المرأة الصالحة تفرغك للآخرة، وتمتعك في الدنيا”، واعرف أن قوامتك لا تتعارض أبدًا مع حبك لزوجتك، فقد يتمازح البعض مع الأسف بمن يحب زوجته، لكنك بالتأكيد علمت أن سيد الخلق أجمعين كان يحب زوجاته، وأنّ حبه للصديقة عائشة أشهر من أن يخفى على مسلم.
الفكرة من كتاب العشرة الطيبة مع الرجل_ مع المرأة _مع الأولاد وتربيتهم
من أجمل الأمور وأصعبها في الوقت نفسه بناء حياة جديدة مليئة بالمسؤوليات والمتطلبات، والحب والحنان والمشاركة، فالبعض يتخوف من هذه البداية ظنًّا منه أنه لن يوفق فيها، والبعض الآخر يبدؤها ببعض الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق، لذا يقدم الكاتب المختصر المفيد في أسباب نجاح العلاقات والأسر، وإقامة البيوت المسلمة على أسس الإسلام الصحيح.
مؤلف كتاب العشرة الطيبة مع الرجل_ مع المرأة _مع الأولاد وتربيتهم
محمد حسين : له العديد من المؤلفات، منها:
علامة الشيطان.
أدب الدنيا والدين في معاشرة المسلمين.
فقه المسلم والمسلمة.
مكتوب.