العرف والعادات
العرف والعادات
لقد شمل الإسلام كل تلك الأمم المتعددة التي دخلت فيه وهي لها من أزيائها ومواسمها وعاداتها ما يميزها، وزرع فيها القبول والنظرة السمحة فلم يجمد المؤمن على عادة موروثة أو جديدة ولم يرفضها، لكنه يجعل المسلم يعتصم من روح الإسلام بحصانة تحميه من سحر الغلبة أو الاستسلام لقيادة تلك العادة والانجراف لوجهها غير المرغوب فيه، فحقق بذلك أنه دين العالمين على اختلاف عاداتهم وأزيائهم.
ولا يجعل ذلك أن ترفض أمة الإسلام تلك الحصانة التي تُقيم الحواجز بينها وبين عدوها الذي إذا حاربها تشبه بعاداتها حتى إذا ظنت أنه منهم بعث فيها من العادات الجديدة ما هو منافٍ للدين.
وقد ظهرت على مر التاريخ في بلاد الإسلام تلك المحاولات ببث عادات من الغرب بدعوى التجديد ومواكبة العصر الحديث، فمنها ما كان لا ضرر فيه ولا شر، ومنها ما كان مكيدةً وبثًّا للفتنة والبُعد عن العقيدة شيئًا فشيئًا، مما جعل المسلم شديد الحذر في تلك الأمور.
وننتهي هنا إلى أن سبيل المسلم فيما آثره من سلوكٍ وعادةٍ أن يأخذ بالعفو، ويأمر بالعُرف، ويُعرض عن الجاهلين.
الفكرة من كتاب التفكير فريضة إسلامية
يتطرق الكتاب إلى العديد من الموضوعات الجوهرية التي أثارت جدلًا عند الكثير من المسلمين، ويُسلط الضوء عليها، وقد يُخيَّل إلى قارئ العنوان أنها موضوعات منطقية بها الكثير من التنظير، إلا أنها تجعل قارئها يزداد معرفة ترفع من بصيرتِه وفكرِه، ويوضح لنا “العقَّاد” علاقة الدين بكل أمور الحياة وعلاقة التفكير بالدين، ذلك التفكير الذي يقودنا إلى دربٍ من دروب الفلسفة والمنطق، وموقف الإسلام منهما ومن العلم والمذاهب الاجتماعية الحديثة، وكذلك العرف والعادات.
مؤلف كتاب التفكير فريضة إسلامية
عباس محمود العقاد (1989 – 1964)، أديب ومفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب ومجمع اللغة العربية.
ويُعد من أهم كُتَّاب القرن العشرين في مصر، حيث ألَّف العديد من الأعمال فاقت المئة كتاب في شتى المجالات، أشهرها:
سلسلة العبقريات.
الفلسفة القرآنية.
أثر العرب في الحضارة الأوروبية.
حياة قلم.