العراق وفشل قراصنة الاقتصاد
العراق وفشل قراصنة الاقتصاد
من يسيطر على العراق اليوم يسيطر على المنطقة غدًا، فالعراق لا يقل أهمية عن المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى أمريكا، فبالإضافة إلى احتياطيات البترول الضخمة التي قدَّر بعضهم أنها تفوق احتياطي السعودية، يسيطر العراق على المساحة الأكبر من روافد المياه العذبة لنهري دجلة والفرات، أضف إلى ذلك الموقع الاستراتيجي، فالمدى الصاروخي في العراق يمكنه مهاجمة إسرائيل والسوفييت في الوقت نفسه.
لذلك كان التوجه العام في الثمانينيات هو محاولة استنساخ تجربة المملكة العربية السعودية في العراق، وربما لو وافق صدام حسين (رئيس العراق وقتها) على قواعد تلك اللعبة، كان سيلقى نفس دعم أمريكا السياسي للأسرة الحاكمة في المملكة، ومن ثَمَّ كان ذلك بمثابة توقيعه عقدًا لحكم بلاده مدى الحياة دون منازع، لكن صدام أربك المشهد بعدم موافقته، وبدا أن العراق سيكون سببًا لبعض المتاعب للحكومة الأمريكية، فاستغلت الأخيرة غزو العراق للكويت لتسارع إلى تأديبه، حيث اشتركت في تحالف عسكري دولي لتقليم أظافر هذا الرئيس المتمرد.
بعدما انتهت الحرب هدأت الأمور وعاد قراصنة الاقتصاد مجددًا للعراق، لكنهم فشلوا مرة أخرى في النيل منه، فلم يكن هناك بدٌّ من إرسال ثعالب المخابرات لتنفيذ مهمة قطع الرؤوس التي خرجت عن حظيرة الطاعة، ولكن صدام كان قد تعلم الدرس من الانقلابات المتكررة في بلاده قبل صعوده إلى السلطة فأحاط نفسه بأنظمة أمنية متعددة وبالغة التعقيد من المقربين لديه، لذلك كان من الصعب على تلك الثعالب اختراق هذا الجدار الأمني المحكم، مما أحرج الحكومة الأمريكية، فبدا أن الحل الأخير في العراق هو إرسال الجيوش، وبالفعل تم التذرُّع بدعوى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وتم احتلاله من قبل أمريكا التي لم تتوانَ عن حلبه لآخر قطرة.
الفكرة من كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
“هناك طريقتان لاستعباد أمة ما، الأولى بالسيف، والثانية من خلال الديون”.. إن أردت معرفة سر الديون الضخمة في الدول النامية عليك أن تتعقَّب القتلة الاقتصاديين، لذا عليك قراءة هذا الكتاب، فهو يوضح الزواج الكاثوليكي بين الحكومة الأمريكية من جهة والبنوك والشركات الكبرى من جهة أخرى، كما يُجيبك بشجاعة عن السؤال المحير: كيف سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصادات أغلب الدول النامية؟
مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
جون بركنز John Perkins: خبير اقتصادي دولي، من مواليد 28 يناير 1945 في هانوفر نيوهامبشير بالولايات المتحدة، حصل على درجة البكالوريوس من كلية إدارة الأعمال عام 1968 بجامعة بوسطن، عمل في وكالة الأمن القومي (NSA) كقرصان اقتصادي، كما التحق بالعمل في إحدى أكبر شركات الاستشارات العالمية وأصبح مديرًا لخبراء الاقتصاد وواضعي الخطط، تعرَّف من خلالها على العالم السري للمؤسسات المالية وكيفية استغلالها للدول الفقيرة.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
التحول.
كشف الذات.
العالم كما تحلم به.
تخلص من القلق.
روح قبائل الشوار.