العدوى وأسباب إصابتنا بها
العدوى وأسباب إصابتنا بها
كل شيء خلقه الله يحدث لحكمة حتى المرض فيه حكمة، فالحكمة في حدوث الألم الجسدي أو النفسي هي جذب انتباهنا إلى حدوث مشكلة وخلل بالجسم يحتاج إلى إصلاح، فالمرض ما هو إلا وسيلة وتنبيه من الجسم لتحذيرنا بوقوع هجوم ضده من قوى خارجية كالجراثيم مثلًا، كما يخبرنا المرض بأننا نفعل خطًأ ما سبَّب خللًا في الوظائف، ونحن عندما نصاب بالمرض تنخفض مستويات الطاقة لدينا؛ بسبب استخدام هذه الطاقة في إنتاج المزيد من الحرارة ورفع درجتها من أجل تحسين نشاط الخلايا المناعية، كما نشعر بالآلام في الأطراف؛ وهذا بسبب سحب الجسم مما نختزنه في أطرافنا وعظامنا من الكالسيوم والمغنيسيوم واستخدامه للمساعدة في الأغراض الدفاعية للجهاز المناعي، مما يجعلنا نشعر بوهن في المفاصل والعظام، كما قد نعاني فقدان الشهية ونقصًا في الوزن ومشكلات هضمية في المرض؛ وذلك بسبب استهلاك الجسد من مخزون الطاقة في المراحل الأولية بدلًا من هضم الطعام الذي يدخل، وسبب عدم توافر الطاقة اللازمة للهضم، كما يظهر اللسان وكأنه مكسوٌّ بطبقة مستخة وتتدهور حالة الجلد لأنهما موقعان رئيسان في التخلُّص من سموم الجسم.
والعدوى التي تصيب الجسد أسبابها متنوِّعة، فهناك الكثير من الجراثيم في الماء والطعام والهواء، والتي تصيبنا بلا شك بالعدوى، وتنقسم إلى البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات. أما العدوى البكتيرية فهي أكثر مسبِّبات الأمراض المعدية، وكل أنواع البكتيريا سواءً البكتيريا الخاصة التي تحاول أن تتجنَّب جهاز المناعة بصنعها غلافًا خارجيًّا حول نفسها أو البكتيريا الأخرى كلها يمكن التعامل معها من قبل جهاز المناعة.
أما العدوى التي تسبِّبها الفيروسات وتنتقل إلى أجسادنا فتهاجمها الأجسام المضادة، ويعتمد نجاح الفيروس على قدرته في دخول إحدى خلايا الجسم واستخدامه مادة (DNA) للخلية العائلة كي يتضاعف بالاستنساخ، والخلايا المناعية هي الوحيدة القادرة على التعرُّف عليها وتدميرها هي خلية (T) السامة للخلايا، وهناك عوامل معدية أخرى كالطفيليات التي تنتقل عن طريق الحشرات وبعض الحيوانات.
الفكرة من كتاب نشِّط جهازك المناعي
يعدُّ جهاز المناعة من أهم أجهزة الجسم اللازمة للبقاء على قيد الحياة، فبدونه نصبح عرضة لمهاجمة الأمراض، فهو خط الدفاع الأول في الجسد، وهو فريقنا الطبي الماهر في فن العلاج، والذي هو دائمًا تحت الاستدعاء، ودائمًا في خدمتنا ليقوم بدوره في اتخاذ الوسائل الوقائية منعًا للأزمات الصحية، ونحن يمكننا أن نمنع الأمراض ونكافح العدوى باستخدام دواء بسيط وصحي وقوي دون أضرار جانبية وهو الطعام، ذلك أن فهمنا للتغذية على نحو سليم هو مفتاح تنشيط الجهاز المناعي.
يأخذنا هذا الكتاب في جولة نتعرَّف فيها على الجهاز المناعي ومكوِّناته عن قرب، ويدلُّنا كيف نستخدم المكمِّلات الغذائية لتقوية جهازنا المناعي، وكيف نُبقي أجسامنا خالية من الأمراض ونشعر بالصحة والنشاط ونؤدي وظائفنا بصورة أفضل، وكيف نقضي على حالات العدوى بصورة طبيعية، ونقلِّل قابليتها للإصابة بالأمراض ونزيد درجة مناعتنا؟
مؤلف كتاب نشِّط جهازك المناعي
جينيفر ميك عالمة وباتريك هولفورد: عالما مناعة وتغذية، ويعدان من الاستشاريين والمؤلفين والروَّاد في مجال التغذية في بريطانيا، أنشأ باتريك هولفورد معهد التغذية المثالية، وكتب ما يفوق العشرين كتابًا عن الصحة، والتي تعد من أكثر الكتب مبيعًا، من مؤلفاته: “التغذية الدليل الكامل”، و”حسِّن هضمك: الدليل الصحي للتغذية المثالية”، و”تغلَّب على الإجهاد والتوتر”.