العبودية والاستعانة
العبودية والاستعانة
خُلِق الإنسان من طين، مادة لينة طَيِّعَة سهلة التشكُّل والتغيير حسب القالب الذي توضع فيه، والإنسان يتشكَّل حسب القالب الذي يوضع فيه، لا مفرَّ من التشكُّل بطريقة ما، والإنسان أيضًا عَبدٌ بالضرورة، مفطور على تقديس معنى ما، حتى لو ادَّعى التحرر من عبادة كل شيء؛ فهو في النهاية يعبد ذاته وأهواءه ورغباته، في النهاية لا بد من معبود ما.
إن كان لا بد من العبودية، فإن في الفاتحة إقرارًا بالعبودية التامة لمن يستحقها، إن العبودية لله هي الحرية الوحيدة التي قد يحقِّقها الإنسان، والقالب الأمثل والمتوافق معه، وهل هناك أفضل من أن ترد السلعة إلى صانعها؟
وبه أيضًا نستعين ونطلب المدد على ما نقوم به من أعمال، طلب هذه الإعانة يستدعي أن يكون هناك عمل تفعله ابتداءً حتى ولو كان بسيطًا في نظرك، العمل خير من البطالة والعمل تحقيق للاستخلاف، وهذا العمل المطلوبة الإعانة فيه لا بد أن يكون عملًا يرضي الله، ليس من المعقول طلب الإعانة في أمر يغضبه أو يلهي عمَّا أمر به.
غير بعيد عن الفاتحة، يأمر الله تعالى بالاستعانة بالصلاة في سورة البقرة: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾، يرى الكاتب أن ذلك تأكيدٌ لكون الصلاة دورة تدريبية ممتدة خمس مرات يوميًّا، وأن تحقيق المعونة متضافر مع الاستمرار في السعي والصبر والعمل.
الفكرة من كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
يحاول الكاتب البحث في أعماق السورة التي يبدأ بها المصحف، ولا تتم الصلاة إلا بها، وقد تكون، إذا أمعنا النظر قليلًا في آياتها، عدسة تغير نظرتنا إلى أنفسنا والكون من حولنا.
مؤلف كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
الدكتور أحمد خيري العمري، طبيب أسنان وكاتب عراقي مهتم بالتجديد الديني، له عدة مؤلفات أهمها “البوصلة القرآنية”، و”سيرة خليفة قادم” و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وغيرها، يحاول تقديم منهج منضبط يتجاوز الجمود الحادث وتفلت الموجات التجديدية.