العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية

وصل الاسترقاق في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ذروته في القرن الثامن عشر، فقد وصل عدد العبيد الأفارقة في أمريكا إلى نحو 40 مليون إنسان! وهذا العدد الكبير من العبيد قد أدى إلى استنزاف الموارد البشرية للقارة السمراء، وكانت معاملة العبيد في أثناء نقلهم من الساحل الغربي لإفريقيا إلى أمريكا عبر المحيط الأطلسي من أسوأ أنواع المعاملة في تاريخ الإنسانية، حيث كانوا يعانون كل أنواع الصعوبات والقسوة في أثناء تلك الرحلة الشاقة غير الصحية، فتشير التقديرات إلى أن هناك عَبدًا واحدًا من كل ستة من العبيد كان يَلقى حتفه بسبب تلك الظروف غير الإنسانية!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فقد كان التجار يقيدون العبيد بالسلاسل ويكدسونهم في السفن، ويضربونهم بالسياط حتى يلتصقوا بعضهم ببعض في أضيق مساحة، وكانت صيحات العبيد الممزوجة بالألم من القسوة والجوع تُسمع من أعلى السفينة، كما أن كثيرًا ما كانت تبلغ الوفيات بين العبيد النصف، وكان من يموت منهم يُرمى في عرض المحيط، كما أنه في حال عانت السفينة نقصَ مياه الشُّرب، كان يالعبوديةتم إلقاء جميع العبيد في المحيط والتخلص منهم!

وهذا الوضع الذي كان يعانيه العبد في أثناء رحلته عبر المحيط الأطلسي لا يختلف كثيرًا عن الوضع الذي كان يلاقيه عندما ترسو السفينة على سواحل أمريكا، فقد كان الرجل الأبيض يعامل العبيد الأفارقة معاملة الحيوانات، فلم تكن لهم أي حقوق البتة، بل كانوا يلاقون جميع أنواع الإهانات النفسية والجسدية، وكان من أخطر السُلطات التي كان يواجهها العبد، هي سُلطة سيده، حيث كان للسيد الحق في أن يعاقب العبد بالوسائل الآتية: “الجلد، أو الحرق، أو بتر الأعضاء أو تشويهها، أو الحكم عليه بالموت”! وإلى جانب ذلك كله لم تسلم المرأة الإفريقية المستعبدة، حيث عانت في أمريكا آلامًا نفسية وجسدية عديدة، أهمها امتهان وانتهاك جسدها جنسيًّا، فلم يكن لها الحق في رفض طلب أي شخص حين يطلبها للجنس سواء أكان سيدها أم ضيوفه!

مالكوم إكس -أو الحاج مالك الشباز- هو واحد من أهم رموز مناهضة العنصرية وعدم المساواة بين الأعراق، فبفضل نضاله استطاع أن يحقق لأصحاب البشرة السوداء الكثير من الحرية والتحرُّر من هيمنة الرجل الأبيض على السُّود، وإنهاء حالة الفصل العنصري التي كانت شائعة في أمريكا خلال القرون الماضية، كما أن اعتناق مالكوم إكس للدين الإسلامي والدعوة إليه جعله واحدًا من أهم أعلام الدعوة إلى الإسلام في أمريكا، فقد كان للإسلام أثر كبير في ثقافة مالكوم إكس ومنهجه لمواجهة العنصرية، كون الدين الإسلامي هو دين المساواة، إذ لا فرق بين أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.

عبد الرحمن محمد ضاحي: كاتب، وصحفي، ومدون مصري، مهتم بقضايا التربية، وحاصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام ببيروت الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية، له عدة مؤلفات، منها:

إنسان صح.

أبناء الملتزمين.