العالم تحت القمري
العالم تحت القمري
رغم نظرة الثبات التي انطبعت على العالم السماوي في نظر الفلاسفة في العالم القديم، نجد أنهم على العكس تمامًا فيما يتعلَّق بالعالم الأرضي أو تحت القمري، فهو عالم ديناميكي دائم التغير، وقد حاول المنطق الأرسطي تفسير هذه الديناميكية وعزاها إلى الاختلاف بين نسب العناصر الأربعة الرئيسة المكوِّنة لجميع الأشياء الأرضية، إلا أن علماء العصر الحديث أعادوا دراسة النظام الأرضي بأكمله من جديد وفق ما جدَّ لهم من وسائل وحقائق جديدة، وذلك بغرض الوصول إلى نماذج رياضية وفيزيائية جديدة أكثر قدرة على تقديم تفسيرات أوضح وأشمل للنظام الكوني وطريقة عمله حتي يتسنَّى لنا محاولة التنبؤ مستقبلًا بما تؤول إليه الأمور، فضلًا عن إمكانية التحكُّم وتوجيه النظام بما يحقِّق المصلحة العامة، فحاولوا بذلك إعادة تنقيح النظرة الأرسطية أو اختراع أنظمة جديدة تتنافس فيما بينها نحو تفسير أوضح لمعادلات النظام الكوني.
وعلى ذلك اجتذبت دراسة الأرض اهتمام العلماء، فبدايةً وجَّهوا بحثهم إلى التاريخ الجيولوجي وكيفية نشأتها على هذا النسق، ثم بعد ذلك ركَّزوا أبحاثهم على دراسة الاختلافات بين طبقات الأرض وتكوينات الصخور والأحجار المختلفة، بل وصلت أفكارهم إلى النفاذ لمركز باطن الأرض واعتقدوا بوجود الحمم البركانية هناك، وبالتزامن مع ذلك اتجه بعض العلماء إلى دراسة الأجسام وكميات الحركة المختلفة، واتسع ميدان البحث ليشمل عنصر الماء والمساقط المائية المختلفة وقوانين حركة وانتقال السوائل من وسط أعلى إلى آخر منخفض، واستخدموا تلك النتائج في الدراسات الهيدروليكية المختلفة التي كانت في ذلك الوقت ميدان بحث معقدًا قلَّ من يرتاده، وفي ميدان بحثي آخر ثار الجدل حول طبيعة النار وتم استخدامها بكثرة في عمليات تحليل المعادن فكثُر استخدامها في الكيمياء وصناعة الذهب وبعض السلع التجارية الأخرى.
الفكرة من كتاب الثورة العلمية: مقدِّمة قصيرة جدًّا
لعلَّنا مدينون اليوم للتقدُّم العلمي في شتى ميادين الحياة المختلفة، حيث أصبحت المعرفة العلمية مكوِّنًا أساسيًّا في كثيرٍ من المنتجات الصناعية اليوم، ولكن تلك الثورة العلمية لم تحدث هكذا اتفاقًا! وإنما مرَّت بالعديد من المحطات المهمة التي تراكمت فيها شيئًا فشيئًا حتى وصلت إلى ما نشاهده اليوم، لذلك كان هذا الكتاب مرجعًا سهلًا للولوج إلى المحطات المختلفة للثورة العلمية، وصولًا إلى نشأة المجتمعات العلمية اليوم.
مؤلف كتاب الثورة العلمية: مقدِّمة قصيرة جدًّا
لورنس إم برينسيبيه Lawrence M. Principe: أستاذ علم الإنسانيات وكاتب أمريكي، وُلِدَ في الـ16 من مايو (أيار) عام 1962، حصل على درجتي بكالوريوس في جامعة ديلاوير (بكالوريوس دراسات ليبرالية، 1983؛ بكالوريوس في الكيمياء، 1983)، وعمل عقب تخرُّجه على مشاريع علمية في جامعة إنديانا (دكتوراه كيمياء عضوية، 1988)، وفي جامعة جونز هوبكنز (دكتوراه تاريخ العلم، 1996)، وهو الآن أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة جونز هوبكينز في قسم تاريخ العلوم والتكنولوجيا وقسم الكيمياء، ومدير مركز تشارلز سينجلتون لدراسة أوروبا الحديثة، وهو مركز متعدِّد التخصصات للأبحاث في جامعة جونز هوبكينز.
من مؤلفاته: “أسرار الكيمياء”، و”روايات جديدة في كيمياء القرن الثامن عشر”، و”الخبير الطموح: روبرت بويل وسعيه الكيميائي”.