العالم بعد الحرب العالمية الثانية
العالم بعد الحرب العالمية الثانية
كان يرى الرئيس فرانكلين روزفلت أن انزلاق العالم إلى الحرب ربما يحمل فوائد كثيرة للأمريكيين عمومًا، وللديمقراطيين سياسيًّا. إذ إن الطلبات الأجنبية على الأسلحة تعني الرخاء لهذا البلد، ولا يستطيع الحزب الديمقراطي النجاح في الانتخابات دون تحقيق الرخاء، وفي الوقت نفسه بدأ “روزفلت” التفكير في بناء القوة العسكرية الأمريكية لتكون رادعًا قويًّا لتجنب الاضطرار للتفاوض مع هتلر، في هذه الأثناء اُستخدم مصطلح “كسب الحرب” بدلًا من “الصفقة الجديدة”.
وفي سياق متصل نجد أن الإدارة الجديدة لروزفلت بدأت على خطى اللورد جون ماينارد كينز، التفكير في أن تأسيس اقتصاد عالمي مفتوح سيقود نحو السلام والرخاء، وكانت القاعدة الرئيسية لاقتصاد ما بعد الحرب هي تجنب إعادة إنتاج اقتصاد ما قبل الحرب، فبرزت خلال هذه الفترة مؤسسات عالمية حاكمة للنشاط الاقتصاد العالمي، منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير والمعروف اختصارًا بالبنك الدولي، حيث تمثل دورهما في المرور بالبلاد بسلام من غمار التقلبات الاقتصادية الحادة، وإقراض الأموال لإصلاح ما نجم عن الحرب من دمار في البلاد التي عانت كثيرًا الفقرَ كي تلحق بركب الأمم الحديثة.
ونظرًا لفشل صندوق النقد والبنك الدوليين في القيام بمهامهما، فقد ترسخت قناعة مفادها أن السبيل الوحيد لمجابهة التحديات الراهنة هو استحداث برنامج مساعدة جديد تمامًا تقدمه مباشرة أمريكا، كانت هذه القناعة هي الأساس الذي قام عليه برنامج الإنعاش الأوروبي، المعروف بـ”خطة مارشال” نسبة إلى جورج مارشال وزير الخارجية.
وفي عام 1947 أي بعد ثلاثين عامًا من دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الأولى، فقد تحولت الولايات المتحدة إلى أغنى اقتصاد في العالم، ولذا كان عليها الالتزام بتحقيق التعافي للاقتصاد العالمي، ويرجع الفضل في ذلك إلى الاستقرار الاقتصادي الذي نتج عن نظام بريتون وودز، حيث أحدث استقرارًا ونموًّا اقتصاديًّا أعظم وأسرع من أي حقبة سبقته أو تلته حتى الآن.
الفكرة من كتاب الكساد الكبير والصفقة الجديدة
لم تكن الصفقة الجديدة هي التي أنهت الكساد الكبير، بل المصانع التي أنتجت أسلحة الحرب العالمية الثانية هي التي أنهته.
يستعرض الكتاب أحد أهم الأحداث الاقتصادية عبر التاريخ، ألا وهو أزمة الكساد الكبير، وكيفية تعامل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس فرانكلين روزفلت معها عن طريق حزمة من السياسات عرفت باسم الصفقة الجديدة، كما يلقي الضوء أيضًا على تلك الفترة العصيبة التي كانت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما نتج عنها من تشكُّل النواة الأولى لمشروع تسلم الولايات المتحدة الأمريكية عرش الاقتصاد العالمي.
مؤلف كتاب الكساد الكبير والصفقة الجديدة
إريك راشواي: كاتب، وأستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا في ديفيس.
كتب العديد من المقالات في مجلة “ذي أمريكان بروسبيكت” وجريدة “ذا فاينانشال تايمز”، وصدر له الكثير من المؤلَّفات منها:
أمة مبارَكة بين الأمم: كيف صنع العالم أمريكا.
الكساد الكبير والصفقة الجديدة.
اغتيال ماكينلي: صناعة أمريكا ثيودور روزفلت.