العالم السحري لشبكات التواصل الاجتماعي
العالم السحري لشبكات التواصل الاجتماعي
هل فكرت يومًا في إغلاق حسابك على “فيسبوك” ولكنك ما تلبث حتى تعود إليه من جديد؟
إن تأثير شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي يمنعك من الابتعاد عن هذا العالم السحري، فهي تنقل المعلومات بسرعة بين كثير من المستخدمين في الوقت الحقيقي، مما يجعلها سلاحًا إعلاميًّا فعالًا في المعارك السياسية والعسكرية، كما أنها تمنح الجميع حرية متساوية في مبدأيِ التواصل والتعبير عن الرأي، فهي لا تعترف بمناصب ولا درجات علمية.
ومن أهم سلبياتها عدم القدرة على التأكد من صحة المعلومات المنتشرة من خلالها، وعدم القدرة على وقف انتشارها، بالإضافة إلى القدرة على التخفي وعدم الظهور بالشخصية الحقيقية، وهو ما يمثل تهديدًا أمنيًّا.
وبصفة عامة هناك نوعان من الشبكات الاجتماعية: أولهما مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: فيسبوك، وتويتر، وجوجل بلس، ويوتيوب، وإنستجرام. وثانيهما تطبيقات الهواتف الذكية التي تعتمد على أرقام التليفون، مثل فايبر، ولاين، أي إم وغيرها من مئات التطبيقات، ولكن هل سألت نفسك من قبل كيف تعمل مواقع التواصل الاجتماعي؟
توجد على مواقع التواصل الاجتماعي أدوات ذكية تسمى “لوغاريتمات”، تستخدم لتحديد التغريدات والتعليقات والصور والفيديوهات والصداقات التي يراها المستخدم، وتتلاءم هذه اللوغاريتمات مع اهتمامات المستخدم. ويعني مصطلح “لوغاريتم” ببساطة الخريطة التي توضح كيفية إنجاز مهمة معينة، على سبيل المثال، عند مشاهدة فيديو على “يوتيوب”، يقترح عليك الموقع فيديوهات أخرى متعلقة بالموضوع نفسه من خلال ذلك اللوغاريتم الذي عرف اهتماماتك وتوجهاتك.
ومن الأدوات الأخرى الهامة في مواقع التواصل الاجتماعي الهاشتاج، فأي تطورات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية يصاحبها دائمًا الهاشتاج، إما بالتأييد وإما بالرفض، ومن أهم سمات الهاشتاج الرئيسة سرعة الانتشار والوصول إلى أكبر عدد من الأفراد في وقت قياسي، وكلما كان الهاشتاج مسيئًا كان انتشاره أسرع، لذا فهو يعد مؤشرًا أوليًّا لقياس الرأي العام الإلكتروني رغم عدم دقته.
الفكرة من كتاب حروب مواقع التواصل الاجتماعي
استطاع الإنسان عبر العصور استغلال البيئة من حوله وفرض نفوذه عليها، بدءًا من الأرض أو الإقليم البري، مرورًا بالبحر أو الإقليم البحري، ومع التطور التكنولوجي، تمكن الإنسان من استغلال بيئة طبيعية أخرى وهي الجو أو الإقليم الجوي، ومع القفزة التكنولوجية المذهلة في عالم الطيران والصواريخ، أمكن استغلال بيئة طبيعية جديدة وهي الفضاء الخارجي.
وبظهور الإنترنت وبزوغ عصر المعلومات، ظهرت لدينا بيئة جديدة وهي الفضاء الإلكتروني، ولكنها تختلف عن سابقتها في أنها ليست طبيعية، بل هي بيئة من صنع الإنسان، ولكنها تتمتع بخصائص تميزها، كسهولة استخدامها وانخفاض تكلفتها، فمن يمتلك آليات توظيف هذه البيئة الإلكترونية الجديدة سيصبح الأكثر قدرة على التأثير في سلوك المستخدمين لتلك البيئة.
وفي هذا الكتاب، سنتناول الإجابة على بعض الأسئلة التحليلية، مثل: ما هو الفضاء الإلكتروني؟ وكيف أثر ذلك المفهوم في تحولات القوة وأشكال الحروب بين الدول؟ وما أدوات القتال في تلك الحروب؟ وما معايير الانتصار؟ وكيف يمكن لدولة أن تتعامل معها؟
مؤلف كتاب حروب مواقع التواصل الاجتماعي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
مُجتمع ما بعد المعلومات.